صدر حديثا عن المؤسسة العامة للسينما، كتاب جديد بعنوان "الحداثة السينمائية.. السينما الفنية الأوروبية 1950 - 1980"، للكاتب أندراس بالينت كوفاش، وترجمة سماح قاضي أمين، وذلك ضمن سلسلة "الفن السابع"، التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب.
يقع الكتاب في 679 صفحة من القطع الكبير، والذي يُلقي الضوء على أعمال شهيرة لمخرجين أمثال أنطونيوني، وفيليني، وبريسون، كما يسلط الضوء على مجموعة من الأعمال المهمة التي لم تحظَ بشهرة مماثلة، وهكذا يُعدّ هذا الكتاب أول دراسة شاملة عن السينما الفنية الأوروبية في ذروتها في فترة ما بعد الحرب.
ويحاول المؤلف أندراس بالينت كوفاش في هذا الكتاب الشامل الممتد من خمسينيات إلى سبعينيات القرن الماضي أن يبرهن أن الحداثة السينمائية لم تكن حركة موحدة تتسم بمجال محدود من الأساليب والمواضيع، إنما مجموعة مذهلة من الاختلافات في المبادئ الأساسية للفن الحديث.
ويبدأ كوفاش عن طريق تتبع ظهور السينما الفنية كفئة تاريخية موضحاً كيف أن مفاهيم الحداثة والطليعة تتجلى بشكل مختلف في الفيلم، ومن ثم يشرح الخصائص الشكلية الرئيسية للأساليب والأشكال الحديثة، بالإضافة إلى أسسها الفكرية. وأخيراً، واستناداً إلى النظرية والفلسفة الحداثية على طول الطريق، يقدم تاريخاً إبداعياً عن تطور السينما الفنية الأوروبية الحديثة.
ولا يقتصر كتاب الحداثة السينمائية على استكشاف أصول الحداثة فحسب، بل أيضاً تجسداتها الأسلوبية والموضوعية والثقافية، ويطرح في النهاية طرقاً جديدة مبتكرة للتمعن في الفترات التاريخية التي تشكل هذا العصر الذهبي للفيلم.