السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تشييد أول فندق كربوني إيجابي في أمريكا

فندق بوبيولوس الكربوني
فندق بوبيولوس الكربوني الايجابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يشيد حاليًا فندق "بوبيولوس"  في وسط مدينة دنفر الأميركية، ولكنه قيد البناء ولن يكون جاهزًا للجمهور قبل أن يكتمل العام المقبل، حيث أنه لن يحتوي على أي مساحات لركن السيارات لأن زواره سيستقلون القطار من المطار إلى مركز نقل موجود في الشارع بدل قيادة السيارات.

وتعد فكرة التصميم الفريد في بناء أول فندق " كربوني – إيجابي" في الولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى سيكون مسؤلًا عن التقاط كميات كربون أكبر من تلك التي تنتجها.

 وحسب المخطط، يقع فندق "بوبيولوس" المصمم على شكل وتد بين عدة شوارع وزاوية استضافت أول محطة وقود في كولورادو.

 يقول جون بويرج، رئيس قسم التطوير في «أوروبن فيلدجز»، الشركة المطورة للمشروع والتي تركز في أعمالها على الاستدامة:" نحن نبني أكثر الأبنية خضرة في دنفر من دون مرأب للسيارات، حيث يسمح التخلي عن المرأب بتجنب البصمة الكربونية الصادرة عن الخرسانة الإضافية المستخدمة في بناء طابق تحت الأرض، وفي إبعاد الضيوف عن خيار قيادة السيارات. ويستخدم المصممون في الطوابق الأربعة عشر المتبقية خرسانة بنسبة كربون منخفضة. وتعتبر الخرسانة أو الأسمنت من أكبر مصادر الانبعاثات على الكوكب، ولكن شركات ناشئة كثيرة تقود الصناعة نحو بدائل جديدة صحية".

ويستكمل : " كما سيعتمد المصممون إلى إعادة تدوير المواد الأخرى المستمدة من مصادر محلية أو سيلجأون إلى خيارات أكثر استدامة من الأخرى التقليدية. أما بالنسبة لواجهة المبنى، فسيم استخدام مادة شديدة العزل سيحتاج الفندق بفضلها إلى كمية أقل من الطاقة للتدفئة والتبريد.

يستلهم التصميم الهندسي رؤيته من أشجار الحور الكولورادية، حتى أن شكل نوافذه يشبه جذع الشجرة إلى درجة كبيرة،  وتساعد نوافذ المبنى العميقة في تأمين ظل طبيعي للغرف للحفاظ على برودتها، وفي الداخل تضم النوافذ عتبة تصلح لاستخدامها كمقعد وتساعد القاطن في استخدام أثاث أقل في الغرف ذات الديكور البسيط. كما يحمل سطح الفندق ألواحًا شمسية ولكن المساحة المخصصة لها ضيقة ولا تتسع لعدد كبير، لذا سيلجأ الفندق إلى شراء طاقة متجددة من مصادر خارج موقعه.

اتُخذت جميع القرارات المتعلقة بالفندق من وجهة نظر تجارية فيقول بويرج: "نقول داخل الشركة إن تعريف الناس بوسائل لجني المال عبر القيام بأمور جيدة تسهم في تغيير العالم، سيعزز فرص تكرار هذا الأمر، ولهذا السبب تحقق مشاريعنا الكثير من الأرباح. نحن لم نقل يومًا: هل يمكننا استخدام هذه المادة وتقليل أرباحنا من الاستثمار؟ بل نقول علينا أن نعلل الأمر ويجب أن نكون حريصين على اتخاذ قرارات تفيد الكوكب والتجارة معًا".

وأضاف  أن مستثمري الشركة يفكرون على المدى البعيد في ظل تركيز معظم المشاريع العقارية على الربح السريع".

تساعد خيارات التصميم في تقليص بصمة المبنى ولكنها لن تتخلص منها نهائيًا، ولهذا السبب يخطط المطورون أيضًا للاستثمار في تشجير 5 آلاف فدان من الأراضي للتعويض عن 4397 طنًا متريًا من الكربون سينتجها الفندق.

 وتفكر الشركة في زرع عدد من الأشجار الكافي للتغلب على هذه الانبعاثات، مع التركيز على إيجاد مكان لتطبيق هذه الفكرة بحيث يكون تأثيرها كبيرًا ليسهم في حماية البيئة أيضًا.

كما تسعى الشركة اليوم إلى تحويل جميع مشاريعها إلى كربونية إيجابية. 

وفي نفس السياق يشرح بوريج: "إذا كنا نريد معالجة التغير المناخي بشكل فعال، علينا أن نجد وسيلة لتشييد أبنية مسؤولة تعطينا أكثر مما تأخذ منا. لهذا السبب فإن هدفنا ليس تحويل مشاريعنا فقط إلى كربونية إيجابية، بل شركتنا أيضًا، ونريد أن نتحدث عن هذا الأمر لأن معيارنا للنجاح ليس مشاريعنا القليلة التي نطورها، بل جهود المساعدة في دفع الصناعة في اتجاه معين".