قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادى، إن إطلاق مبادرة "الشراكة الصناعية التكاملية" بين الأشقاء مصر والإمارات والأردن، بمثابة إعلان حرب عربية على التحديات الراهنة، خاصةً إذا ما كانت بين ثلاث أقطاب كبار، فالإمارات صادراتها الصناعية تُقدَّر بنحو 116 مليار درهم إماراتى، من ناتج محلىّ إجمالى 358 مليار دولار، مما يدل دلالة قاطعة على قوة اقتصادها، والأردن صادراتها الصناعية جيدة ولديها استثمارات صناعية أجنبية مرتفعة، تقترب من الـ 80%، إضافة إلى طريق برى يربط بينها وبين المحروسة مما يمهد الطريق لتجارة حرة دون معوقات ورسوم باهظة تستنزف الموارد.
وأضاف غراب,أن مصر لديها سوق كبيرة مُحفزة للاستثمار، وبالنظر إلى تعداد المواطنين نجده تعدى نحو مائة وخمسة ملايين نسمة، وهو رقم يجذب الشريك والمستثمر، لأن الربح مضمون ومتوافر بهذه السوق، مع نجاح مصر فى تحقيق ناتج صناعى أيضًا تجاوز 982 مليار جنيه، وحجم الصادرات يزيد على الثلاثين مليار دولار .
وأوضح الخبير الاقتصادى أشرف غراب أن هذه الشراكة وفى هذا المجال بالتحديد يعنى أن مصر تقدمت بقوة فيه وخطت خطوات واسعة جعلها محل جذبٍ للأشقاء قبل المستثمر الأجنبى، جنبًا إلى جنبٍ مع القطاعات الحيوية الأخرى التى كانت محل إشادة المؤسسات الدولية على مدى الأعوام الماضية، وهو من مُبشرات اقتصادنا الذى سيأخذ وضعه بقوة فى المستقبل القريب .واستطرد غراب بأن الإمارات ومصر والأردن لديهم مقومات صناعية قوية وإن تفاوتت فى الحجم والقوة فى كل شقٍ فيها، إلا أن بهذه الشراكة يمكننا القول بأنهم إضافة للأخوَّة والأمن القومى المشترك الذى لا يقبل النقاش، فإنهم أيضًا يُكمِّلون بعضهم بعضًا فى مستلزمات الإنتاج والمواد الخام، خاصة فى المواد الغذائية والأسمدة والأدوية وغيرها من الصناعات التى العالم أجمع فى أشد الاحتياج لها الآن، بعد الأزمات المتلاحقة التى ضربت العالم أجمع، مثل كوفيد 19، والحرب الروسية الأوكرانية التى أتت على ما تبقى من ثلة غذاء العالم، وجعل المستقبل الغذائى فى مهب الريح، وقد لا تسلم دولة من الويلات والمعاناة .
ولفت غراب إلى أن الفوائد سوف تعم على الدول الثلاث مجتمعة، حيث أتوقع قريبًا منطقة تجارة حرة بينها، وسوق مشتركة، وتكميل بعضها البعض لما يتم الاحتياج إليه لكل دولة من الخارج وبالعملة الصعبة، وسوف تحل قطعيًا معضلة طرق ووسائل الواردات والصادرات التى أصبحت معضلة المعضلات اليوم، نتيجة ارتفاع أسعار التكلفة والنقل والشحن، وهو ما يعود على وجود السلعة وبالجودة المطلوبة وبإنتاج محلى عربى، ثم جعل المال العربى والاستثمار العربى على أراضيه وهو ما يقوى الروابط أكثر ويدفع بالأمن العربى لمستقبل أكثر صلابةً وقوةً، ناهيك عن التخطيط الأمثل للصناعة المحلية وتطويرها وتنميتها ومن ثمَّ جعلها مستدامة ومتوطنة فى الداخل العربى، وإن كنت أرى مصر متقدمة فى صناعة الدواء والأسمدة والكيماويات لكن لا مانع من التطوير والاستثمار للأفضل .
وأشار غراب, إلى أن التحديات الراهنة كانت تتطلب هذه الشراكة منذ زمن، ولكن فى وجودها فقد سرعت بهذه الخطوة المنتظرة، وأتمنى أن تتسع الدائرة فى كل المجالات والقطاعات، وأن يشترك فى المبادرة قريبًا أطراف عربية أخرى، وعندها سنقول فعلاً، إننا سنتغلب على أى تحديات وأزمات ولن نكون رهينة الغذاء أو الصناعة أو غيرها.