أسدل الستار على النسخة الـ75 لمهرجان كان السينمائي الذي استضاف مجموعة كبيرة من أهم إنتاجات السينما العالمية هذا العام ووسط حضور نخبة من أبرز صناع السينما ونجوم هوليوود، في خطوة كبيرة نحو استعادة بريقه المفقود منذ عامين، والذي كان لفيروس كورونا أثر بالغ على خفوت نجمه خلال الدورتين الماضيتين.
وشهدت مسابقة «نظرة ما»، ثانِ أكبر أقسام مهرجان كان السينمائي خلف المسابقة الرسمية، سيطرة عربية على جوائزها؛ حيث نالت المخرجة الفلسطينية مها حاج، بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمها «حمى المتوسط»، والذي يرصد قصة إنسان فلسطيني له مشاغله الحياتية اليومية كأي إنسان في العالم، له أحلامه الصغيرة أيضا تحت سقف قضيته الكبرى التي تجمعه مع بقية إخوانه الفلسطينيين. فهذا الإنسان الفلسطيني، بطل الفيلم وليد، رب عائلة متميز، يرعى طفليه بالشكل اللازم، ويحاول أن يجد له مخرجا مهنيا في ميدان الكتابة التي يعشقها.
مع مرور الوقت، سيتعرف على جار جديد، يشتركان معا في نفس الوضع الاجتماعي، أي الزوجة تشتغل فيما يبقى الزوج في البيت. لكن الجار ظل غريبا في عيني البطل، وحاول مرارا أن يفهم علاقاته غير الطبيعية مع أشخاص آخرين، إلا أن هذا لم يمنع من أن تقوى علاقتهما لحدود بناء صداقة متينة، ستأخذ سياقات مختلفة بل وقاسية فيما بعد. وخلال خطاب قبولها للجائزة، أعربت حاج عن سعادتها بالتتويج، وقالت: «كل فيلم جيد يبدأ بسيناريو جيد».
وفي نفس المسابقة أيضًا، توج الممثل التونسي آدم بيسا، بطل فيلم الحركة الشهير «موصل»، بجائزة التمثيل مناصفة مع الممثلة فيكي كريبس، عن دوره في فيلم «حرقة» للمخرج لطفي ناثان، وتدور الأحداث حول علي شاب تونسي يحلم بحياة أفضل ويقضي حياة منعزلة ويبيع النفط المهرّب في السوق السوداء. عندما يتوفى والده، يضطر إلى رعاية شقيقته الصغرى، وبينما يتصارع الشاب مع ثقل المسئولية المفاجئ والظلم الذي يواجهه، يثار الغضب والسخط داخل علي فهو لا يزال يكافح من أجل أن يُسمع صوته بعد أكثر من عقد من الثورة التونسية.
وعن باقي جوائز المسابقة، حصد فيلم «The Worst Ones» للمخرجين ليز أكورا ورومان جيريت، جائزة أفضل فيلم، وفاز فيلم «Joyland» للمخرج صايم صادق، بجائزة لجنة التحكيم، كما توج المخرج الكسندرو بيلك بجائزة الإخراج عن فيلمه «Metronom»، وحصد فيلم «Rodeo» للمخرجة لولا كيفورون، بجائزة «Coup de cœur».
وعلى هامش المهرجان، أقام مركز السينما العربية حفل توزيع جوائزه الذي يقام بالتوازي مع فعاليات كان السينمائي. وكان لفيلم «ريش» للمخرج المصري عمر الزهيري، النصيب الأكبر من الجوائز، حيث حصد جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج، وعادت جائزة أفضل سيناريو أيضا إلى السيناريست أحمد عامر، وبدورها نالت شاهيناز العقاد، التي شاركت في إنتاج الفيلم، على جائزة أفضل منتجة.
وفي نفس الحفل، توجت الممثلة الفلسطينية ميساء عبدالهادي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «صالون هدى» للمخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد. كما فاز الفلسطيني علي سليمان بجائزة أفضل ممثل عن دوره في «أميرة» للمخرج المصري محمد دياب، وحاز فلسطيني ثالث، وهو عبدالله الخطيب، على جائزة أفضل فيلم وثائقي عن «فلسطين الصغيرة، يوميات حصار». أما جائزة أفضل ناقد فذهبت للعراقي زياد الخزاعي.
كما نظم مهرجان البحر الأحمر السينمائي مجموعة من الفعاليات على هامش مهرجان كان السينمائي، حيث نظم حفلا خاصا للتعارف في الجناح السعودي بالمهرجان، وحضر الحفل مجموعة من الفنانين والنجوم من بينهم الفنان حسين فهمي، والمخرج أمير رمسيس، الفنان عبدالجليل ناصر، براء عالم، فاطمة البنوي، وياسر السقاف.