الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

محلل سياسي تونسي: الأمريكان تركوا أفغانستان جريحة.. وطالبان مريضة بالسلطة

وزارة الأمر بالمعروف
وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن موجة الإنحدار الذي تعيشه أفغانستان حاليا ليس مفاجئًا، فهي بلاد جريحة منذ تلاعب وكذب الأمريكان بها، حيث دمروها وجعلوها رقعة شطرنج مخربة وليس فيها أمل للحياة، بعدما كانت دولة طموحة وناهضة، فالصور التي نشاهدها عن أفغانستان والتي تعود لزمن الستينات والسبعينات تخبرنا أنها كانت مليئة بالحياة، قدمت للعالم أجمل الأفلام السينمائية، قدمت الأغاني والموسيقى، وكان شعبها يضج بالحياة والآن يغرق في الظلام.

وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن إعلان ما يمكن تسميته بشرطة الأخلاق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفحة قديمة باتت جديدة، وهي ورقة مرفوعة دائما من قبل تيارات الإسلام السياسي، وهي تهدد بتطبيقها حال وصولها للسلطة والحكم في أي وقت دون النظر لمتغيرات الواقع، وبمثل هذه القرارات تعود أفغانستان إلى الجهل والعصور القروسطية، كما تعود إلى مربع العنف، ومربع الفصل بين الجنسين، ومربع التخلف باسم الدين واللاهوت.

وتابع "الجليدي"، أن الأمريكان تركوا البلاد جريحة، ومن بعدهم تخلى العالم عنها بعدما استعملتها أمريكا كرقعة لتجريب كل أنواع الأسلحة، وقايضت بها في أكبر الملفات، وكلها أمور مؤسفة للشعب الأفغاني المقهور. 

وحول اعتقاد البعض أن تصرفات الجماعات وحركة طالبان تأتي ضمن الأوامر الدينية، حيث يوضح "الجليدي" أن الدين لا يضع سلطته في يد الأشخاص ليستعبد ويقهر الآخرين، ومؤكدا أن الدين برئ من فتاوي هذه الجماعات المتطرفة، فليست بأوامر دينية، ولا توجد أي سلطة دينية  تمنح مثل هذه الصلاحيات لأفراد الناس، لكن تشبث الحركة بمثل هذه الأمور يأتي من قبيل مرض السلطة، ومرض لعب الوساطة بين الله وبين العباد عن طريق السياسية، فهم لا يفكرون إلا في مصالحهم وبسط نفوذهم على الناس بمداومة المراقبة الأخلاقية على كل نفس يتنفسه المواطن ليتم التحكم فيه.

ولفت "الجليدي" إلى التجارب السابقة لمثل هذه التصرفات، فمنها الجزائر خلال العشرية السوداء بعد محاولة المتطرفين بقيادة "جيش الإنقاذ" لشن هجوم على طالبات بالمدارس ومراقبة المرور في الشوارع العامة لضبط التزام المارة بالملابس المقررة، إلى جانب الاقتتال الدامي مع الجيش والسلطة السياسية الحاكمة في البلاد ما أسفر عن آلاف الضحايا من الأبرياء.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، إن هذه التجارب فشلت في كثير من الأماكن، فشلت في الجزائر، وفي تونس حاولت ركة النهضة الإخوانية تفعيل مثل هذه الأفكار خاصة بعد قيام الثورة ولم ينجحوا، لأن الشعب يفق لهم بالمرصاد ليسترد منهم الدولة.

وأشار إلى أن تطبيق مثل هذه الأفعال في المملكة العربية السعودية انتهى مع قرار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي اتخذ خطوات إصلاحية كبيرة في بلاده.

وكان ولي العهد السعودي، انتقد أفعال الجماعات الإسلامية ووصف المتطرفين بأنهم "اختطفوا الدين الإسلامي وحرفوه، بحسب مصالحهم، حيث إنهم يحاولون جعل الناس يرون الإسلام على طريقتهم، والمشكلة هي انعدام وجود من يجادلهم ويحاربهم بجدية، وبذلك سنحت لهم الفرصة في نشر هذه الآراء المتطرفة المؤدية إلى تشكيل أكثر جماعات الإرهاب تطرفًا، في كلٍّ من العالَمين السني والشيعي".

وعن فشل مثل هذه التجارب، أكد "الجليدي" أن سبب فشلها يعود لكونها تجارب انفصالية عنصرية مقيتة، ليس فيها شيء من الحياة.

وحول الاستفادة من تكرار هذه التجارب، أوضح أن تيارات الإسلام السياسي لا تقرأ التاريخ بقدر استمرارية مراجعة الأقوال الفقهية القديمة.

واستطرد المحلل السياسي، أن الجزائر أثناء العشرية السوداء عاشت ظروفا قاتلة ومقيتة جدا، حيث امتد السلوك الجماعاتي فيها لتغيير نمط المجتمع الجزائي ولتغير حياة الناس، لكنها فشلت أمام مقاومة أولا نسوية مدنية وأمنية قاومت التخلف ومنطق اللا حياة في صالح الدولة المدنية.