كشفت وسائل الإعلام العبرية عن تزايد المخاوف الإسرائيلية من انفجار الأوضاع بسبب الموافقة على مسيرة الأعلام التي سينظمها المستوطنون في مدينة القدس المحتلة بعد غد «الأحد»، محذرة من تأثير ذلك على مستقبل الحكومة الهشة، في ظل ما سيواجه هذه الفعالية المستفزة من ردود فعل فلسطينية غاضبة.
وفي حال تم السماح لها من قبل شرطة الاحتلال بالمرور عبر باب العامود في القدس المحتلة، فإن هذا سيضع قادة التحالف الحكومي في شرك خطير، لأنه يعني المخاطرة بعدم أخذ تهديدات الفصائل الفلسطينية على محمل الجد، وهنا قد تقع الحكومة تحت خطر الصدمة والتفكيك.
في الوقت ذاته، فإن هذه المسيرة المستفزة تأتي كجزء من الممارسة الدائمة لحكومة بينيت-لابيد التي تتبع نهج «القفز على الأهداف» في حين شكلت الموافقة على الخطوط العريضة لمسيرة الأعلام مغامرة لا تعرف مالاتها.
وفي تقرير لها قالت القناة ١٢ العبرية إن موافقة الحكومة الإسرائيلية على مسيرة الأعلام تعتبر منصة لاختبار الفصائل الفلسطينية، التي أطلقت تهديدا بأنه إذا مرت المسيرة من باب العامود، فستطير الصواريخ فوق القدس المحتلة، وهكذا أصبح إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلية عن موافقتها تلك إيذانا بتنفيذ الفصائل الفلسطينية لتهديداتها.
وأضافت القناة خلال التقرير أن موافقة «بينيت» على المسيرة ربما تضعه في فخ، لأنه إذا تراجع، وغير مخططها خشية من تهديدات الفصائل، فسيكون لذلك تبعات باهظة عليه وعلى حكومته في أوساط اليمين، فضلا عن أنه سيصدم التحالف القائم، الذي يعاني من أزمات تكاد أن تطيح به بين حين وآخر، فضلا عن الانسحابات المتلاحقة، فيما تصمد حكومة بينيت-لابيد، رغم الرواية السائدة بأنها على وشك التفكك، لكن أعضاءها لديهم أسباب كثيرة للبقاء أكثر من الرحيل.
ولفتت بالقول إنه من الصحيح أن حكومة الاحتلال تأخذ مخاطرة من العيار الثقيل في ما يتعلق بالموافقة على مسيرة الأعلام على ذات خط مسارها من باب العامود، لكنها في الوقت ذاته تعتقد أن فصائل المقاومة قد تتروى قبل اتخاذ قرار بإطلاق الصواريخ من غزة باتجاه القدس المحتلة، وقد تفكر ملياً قبل أن تأمر بذلك، لاعتبارات عديدة، ما قد يجعل ظروف «بينيت» مهيأة لتحمل مخاطر من هذا النوع، على الصعيدين السياسي والأمني.
في الوقت ذاته، تتحدث الأوساط المحيطة بحكومة الاحتلال عن أن تهديد الفصائل بالعودة لذات سيناريو ٢٠٢١، بقصف القدس المحتلة وتل أبيب في حال تنفيذ مسيرة الأعلام، قد يدفع حكومة بينيت-لابيد للتمسك بموافقتها المعلنة عن المسيرة، وإلا فسيكون أي تراجع معناه تفكك الحكومة، وظهورها بموقف المتراجع أمام الفلسطينيين فإن ذلك يعني شهادة وفاتها، الأمر الذي قد يعني، ولو بنسبة ضئيلة، الذهاب الى مواجهة مع الفصائل، الأمر الذي يستدعي منها إدارة دقيقة للمخاطر الناجمة، وقراءة أسباب «بينيت» السياسية والحزبية الداخلية التي قد تدفعه لتغيير سياسته تجاه حماس، والرد على تهديداتها.
من جانبه، أكد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، أن مسيرة الأعلام ستجري في مسارها الاعتيادي رغم تهديدات الفصائل الفلسطينية.ودعا جميع الأطراف بما في ذلك الساحة الحزبية الإسرائيلية الى إبداء المسئولية تجاه هذه القضية الحساسة، بحسب ما أوردته الإذاعة العبرية.
ووفقا للإذاعة، فإنه ورغم استمرار حالة التوتر في منطقة باب العامود والبلدة القديمة وتهديدات الفصائل الفلسطينية، فإن مسيرة الأعلام سوف تجري في مسارها الاعتيادي ولن يتم تغير مسارها.
بدورها ردت الفصائل وأكدت أن سماح قيادة الاحتلال للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك والمساس بقدسيته فيما تسمى بمسيرات الأعلام تجاوز للخطوط الحمراء، سيجعلها تتحمل الأثمان الباهظة لسلوكياتها العنصرية المتطرفة.
وحذرت الفصائل حكومة الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء، والتي من شأنها إشعال الساحة وتفجير الأوضاع، داعيا الوسطاء وصناع القرار في المنطقة إلى الضغط على حكومة الاحتلال وكبح جماحها وسحب صواعق التفجير.
وقالت في بيان: «على حكومة الاحتلال أن تفهم رسائل المقاومة الفلسطينية جيدا، بعيدا عن عقلية الإرهاب والتطرف التي جبلت عليها»، مبيناً أن الشعب الفلسطيني في كل ساحات الوطن مستمر في مواجهة كل مخططات الاحتلال وبكل قوة.