الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الجارديان: القوى الكبرى قلقة من تنامى نفوذ الصين فى المحيط الهادئ

مسؤولين من جزر سليمان
مسؤولين من جزر سليمان والصين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصبح المحيط الهادئ، منطقة تنافس جديدة بين القوى الكبرى في العالم، في ظل الصراعات المتصاعدة في أرجاء متعددة بغية الحصول على الثروات ورغبة كل قوة في تعظيم نفوذها وتأثيرها على مستقبل العالم، وفي هذا الإطار أثير الحديث مؤخرا عن «جزر سليمان» الواقعة في المحيط الهادئ، خاصة بعد إبرام الصين لاتفاقية معها.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن طموحات الصين في المحيط الهادئ عادت للظهور مجددا لأول مرة في مارس، عندما تسربت أنباء عن مسودة اتفاقية أمنية من شأنها أن تمنح الجيش الصيني والشرطة الصينية وصولا كبيرا إلى جزر سليمان، وفاجأت تلك الأخبار أستراليا ونيوزيلندا، بالإضافة إلى دول المحيط الهادئ الأخرى والولايات المتحدة، وفي الأسبوع الماضي بينما شرع وزير الخارجية الصيني، وانج يي، في زيارة تستغرق ١٠ أيام إلى المحيط الهادئ في ثماني دول، تداولت أنباء مفادها أن بكين كانت تسعى لتأمين صفقة أمنية اقتصادية شاملة مع ١٠ دول من شأنها أن تعني توسعا كبيرًا في نفوذها في المحيط الهادئ.

وأضافت الجارديان أن الدول الثلاث أعربت عن مخاوفها من أن الوجود الأمني الصيني المتزايد في المحيط الهادئ من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة، ومن المتوقع أن تنشئ الصين قاعدة عسكرية على جزر سليمان، على بعد ٢٠٠٠ كيلومتر فقط من الساحل الشرقي لأستراليا، ولكن بكين وجزر سليمان نفت وجود مثل هذه الخطة. وفي السياق نفسه، كان اهتمام الصين بإبرام صفقة مماثلة مع دولة كيريباتي، مصدر قلق بسبب مواردها السمكية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي في وسط المحيط الهادئ، وكان لكل من كيريباتي وجزر سليمان علاقات دبلوماسية مع تايوان حتى عام ٢٠١٩ عندما تحولوا للاعتراف بالصين، وكانت أخبار زيارة وانج والاتفاق الأمني والاقتصادي متعدد الأطراف قد قرعت أجراس الإنذار الجديدة في واشنطن وكانبيرا وويلينجتون.

 ويقول ريتشارد ماكجريجور، الزميل الأول في معهد لوي الأسترالي لـ"جارديان": عندما تفكر في مدى المصالح العالمية للصين والحجم الصغير نسبيًا لدول المحيط الهادئ، فإن هذا يخبرك على الفور أن بكين لديها خطط طموحة طويلة الأجل في المنطقة".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن وزيرة الخارجية الأسترالية الجديدة، بيني وونج، أوضحت في أيامها الأولى في منصبها، أن المحيط الهادئ سيكون أحد أولويات كانبيرا، وانطلقت في زيارة خاصة بها إلى المحيط الهادئ، مع لقاء مع رئيس وزراء فيجي، فرانك باينيماراما، وإلقاء كلمة في منتدى جزر المحيط الهادئ في سوفا على جدول الأعمال، وأرسلت الولايات المتحدة وفدا رفيع المستوى إلى جزر سليمان الشهر الماضي للتعبير عن مخاوفها بشأن اتفاق الصين، حيث رفض السفير دانييل كريتنبرينك، مساعد وزيرة الخارجية لشئون شرق آسيا والمحيط الهادئ، في وقت لاحق استبعاد العمل العسكري إذا أقامت الصين قاعدة عسكرية في جزر سليمان، فيما اتبعت نيوزيلندا نهجا مختلفا، حيث صرحت رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن، الأسبوع الماضي قائلة إنه ليس لنا أن نتحدث نيابة عن دول المحيط الهادئ الأخرى.

وقالت الجارديان إن اتفاق الصين وجزر سليمان، هو أول اتفاقية أمنية ثنائية معروفة لبكين في المحيط الهادئ، ومن المتوقع على نطاق واسع أن توقع الصين مزيدا من الاتفاقيات مع جزر سليمان خلال زيارة «وانج» وستتطلع إلى توقيع اتفاقيات مع دول المحيط الهادئ الأخرى خلال الجولة أيضا، وأخبر تيبورورو تيتو، سفير كيريباتي لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، صحيفة الجارديان هذا الأسبوع أن الصين وافقت من حيث المبدأ على تمويل تجديد مدرج الحرب العالمية الثانية في جزيرة كانتون، لكنه نفى التقارير التي تفيد بوجود اتفاق أمني أوسع قيد التنفيذ، وهناك مخاوف من أن كيريباتي قد توقع صفقة مع الصين، تمنحها حقوق صيد خاصة في منطقة جزر فينيكس المحمية، والتي كانت واحدة من أكبر المناطق البحرية المحمية في العالم، حتى أعلنت حكومة كيريباتي العام الماضي أنها ستفتحها للصيد التجاري.

ولفتت الصحيفة إلى أنه لطالما اتهمت جزر المحيط الهادئ أستراليا بالفشل في التعامل مع مخاوفها بشأن المناخ، الذي يعتبرونه تهديدًا وجوديًا،على محمل الجد، كما شوهد على قادة كانبيرا وهم يسخرون من المحيط الهادئ بسبب مخاوفهم، في عام ٢٠١٥، بينما تتمتع نيوزيلندا بعلاقة أكثر من إيجابية، ويذهب ٦٠٪ من مساعداتها الخارجية إلى المنطقة ومع ذلك، فقد تراجع تأثيرها في السنوات الأخيرة، وفي هذا السياق تقول الدكتورة آنا باولز، المحاضرة الأولى في مركز دراسات الدفاع والأمن في جامعة ماسي بنيوزيلندا، لـ"الجارديان" إن "هناك افتراضات لدى أستراليا ونيوزيلندا بأنهما لا تحتاجان إلى بذل جهد كبير في المنطقة للحفاظ على أسبقيتهم المتصورة".

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف من أن الصفقات لا تعني فقدان سيادة الدول فحسب، بل تعني أيضا أنها ستجعلها مركزا للمنافسة الجيوستراتيجية غير المرغوب فيها، حيث وقعت بعض أكثر المعارك دموية في الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ في جزر سليمان، وهناك أيضًا مخاوف من إمكانية جلب الجيش أو الشرطة الصينية لقمع الاحتجاجات، وفي رسالة إلى ٢١ من قادة المحيط الهادئ أطلعت عليها رويترز، قال ديفيد بانويلو، رئيس ولايات ميكرونيزيا الفيدرالية، التي ستعقد اجتماعًا افتراضيًا مع وزير الخارجية الصيني، إن بلاده ستدفع بأنه ينبغي رفض الاتفاق متعدد الأطراف المقترح لأنه كان يخشى أن يؤدي ذلك إلى اندلاع "حرب باردة" جديدة بين الصين والغرب.