فى ظل الحرب الروسية الأوكرانية القائمة تزود الولايات المتحدة تايوان بالاسلحة وتعزيز قدراتها الدفاعية من أجل محاولة صد هجوم محتمل من الصين كما هو الحال فى أوكرانيا.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلًا عن مصادر، إن الولايات المتحدة تأخذ في الاعتبار تجربة تزويد أوكرانيا بالأسلحة في محاولة لإعادة بناء نظام الدفاع التايواني.
ووفقا للصحيفة، تأمل السلطات الأمريكية "تعزيز وجودها العسكري" في المنطقة من أجل "محاولة صد هجوم محتمل من القوات المسلحة الصينية" ولهذه الغاية، كثفت القيادة الأمريكية "جهودها لتعزيز القدرات الدفاعية لتايوان".
ووفقا لمسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأمريكية، قابلتهم الصحيفة، تسعى الولايات المتحدة "إلى تحقيق هدف تحويل تايوان إلى"نيص" (Hystrix). وتوضح صحيفة نيويورك تايمز، أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية يطلقون اسم Hystrix على "المنطقة التي تعج بالأسلحة وأنواع أخرى من الدعم الأمريكي، وقد يكون الهجوم عليها مؤلما للغاية". وبحسب معلومات الصحيفة، تحقيقا لهذه الغاية وعدت الولايات المتحدة ببيع تايوان مقاتلات من طراز "إف-16"، وراجمات صواريخ وأسلحة مضادة للسفن وكما في حال أوكرانيا، قد تقوم الولايات المتحدة بتزويد تايوان بمعلومات استخبارية واستطلاعية.
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في 23 مايو، استعداد الولايات المتحدة للمشاركة العسكرية في الدفاع عن تايوان "في حالة حدوث غزو" في وقت لاحق، أوضح البيت الأبيض أن بايدن في هذه الحالة يعني توريد أسلحة للدفاع عن النفس للجزيرة، حسبما ذكرت شبكة "إن بي سي".
وقد تنبأت صحيفة أمريكية بهزيمة الولايات المتحدة في حال دخولها حربا كبيرة مع الصين بسبب تايوان، محذرة من أن هذا قد يؤدي إلى تغير السياسة الخارجية للعديد من الدول لصالح بكين.
وقال كاتب العمود في صحيفة "واشنطن إكزامينر"، توم روغان: "بغض النظر عن مدى جرأة كلمات بايدن، فإنها.. تطرح سؤالا عما إذا كان جيش البلاد مستعدا لتحمل مثل هذا الاختبار القاسي؟". وأوضح روغان أن الصين بذلت جهودا كبيرة لإدخال تايوان في مجال نفوذها، ولا يتعلق الأمر فقط بالتحركات السياسية مشيرا إلى أن بكين لأكثر من عقد من الزمان، استثمرت في تطوير ونشر أنظمة عسكرية ستقطع وصول الولايات المتحدة إلى الجزيرة وبحر الصين الجنوبي. وكتب الصحفي الأمريكي: "لم يعرب العسكريون والصناعيون الأمريكيون، باستثناء سلاح مشاة البحرية، عن رغبتهم في تعويض (تخلفهم) عن تطور جيش التحرير الشعبي (الصيني) في هذا الاتجاه. ولا تزال قيادة البحرية، على سبيل المثال، تصر على أنه يجب أن تكون حاملات الطائرات الحلقة المركزية في العمليات الهجومية. وهذا على الرغم من حقيقة أن الصين لديها صواريخ باليستية قادرة على سحق هذه السفن على الفور".
وبرأي روغان، في الوضع الحالي، تحتاج الدول إلى التركيز على حرب الغواصات المكثفة والعمليات الجوية المحدودة حتى لا تتعرض لهزيمة مدمرة. وأكد الصحفي أن الفشل في صراع محتمل مع الصين سيكون أسوأ من خسارة تايوان، لأنه سيؤدي إلى تغير السياسة الخارجية للعديد من الدول لصالح بكين. انقطعت العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية لجمهورية الصين الشعبية ومقاطعة الجزيرة التابعة لها في عام 1949، بعد هزيمة قوات الكومينتانج بقيادة تشيانج كاي تشيك في حرب أهلية مع الحزب الشيوعي الصيني، وانتقلت إلى تايوان.
استؤنفت الاتصالات التجارية وغير الرسمية بين الجزيرة والبر الرئيسي للصين في أواخر الثمانينيات.
منذ أوائل التسعينيات، بدأت الأطراف في الاتصال من خلال المنظمات غير الحكومية - جمعية بكين لتنمية العلاقات عبر مضيق تايوان ومؤسسة تايبيه للتبادل عبر المضيق.