نحتفل اليوم الخميس 26 مايو في الغرب بعيد الصعود ، صعود السيد المسيح إلي السماء ، و هو حدث يؤمن به المسيحيون و المسلمون معًا ، فالمسيح صعد او رُفع إلي الآب السماوي ، و هنا أود أن أقوم بشرح ما هو مفهوم الآب و ما هو مفهوم الصعود ، فالألمان وربما غيرهم من الدول الغربية ، أخذوا هذه المناسبة ، للاحتفال بيوم الأب Vater Tag ، كما لو كان الأب يفرح بمجيء إبنه و صعوده إليه ، و احتفال عيد الأب هو حديث بشكل نسبي عن الاحتفال بعيد الأم ، فهو يظهر إنه ليس فقط الام هي من عليها كامل المسئولية عن كل شئ يخص الأبناء و لكن الاب ايضا له مسئولية كبيرة بل مسئوليات جسام .
و لكن لماذا اختاروا يوم الاحتفال بالصعود إلى الآب السماوي بعيد الأب ، و هنا نشرح مفهوم الآب السماوي .
نعلم أن الأب الأرضي هو الذي يتكاثر بيولوجيًا لإنشاء نسل بشري ، أما الآب السماوي هو الأب الروحي و هو لا يمكن أن يقارن أبدا بالأب الأرضي ، و ربما هذا يساعدنا أن يكون لدينا فهم حينما نقول بسم الآب والابن والروح القدس . فالمسيح هنا هو الابن بالمعنى الروحي بمعنى البنوة و ليست الإنجاب. و من هنا يسعنا أن نشرح ما المقصود بأن المسيح هو ابن الله ، فالأب السماوي هو الأب بطريقة روحية ، فنحن جميعا نؤمن كل الإيمان أن الله لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفوا أحد. سورة الإخلاص الآية ٣، ٤. ، هذا حق لا يمكن الاختلاف عليه بشكل مطلق. فالله لم يلد و لم يولد ، فالله روح ، و لكن الابن هو من الله فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويا . سورة مريم الآية ١٧
هنا نستطيع أن نرى الله هو الأب السماوي الأب الروحي وليس الأب الأرضي الذي يتكاثر و ينجب بيولوجيًا . وأختم حديثي بالتأمل اليومي للكنيسة الألمانية وقد قمت بترجمته للغة العربية منذ ٧ سنوات و إلي الآن.
يا رب املأنى بروحك ، لكي تصبح شجرة مثمرة ، جذورها متأصلة . و ليكن لي الثمر الذي يسبب السعادة و السرور للجميع ، من ينظر إليها فكأنه ينظر إلي حديقة غناء مليئة بالورود الجميلة عن باول جيرهارد.
الدكتور القس ثروت قادس.