الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

علي جمعة: الإفتاء منصب شريف.. والرسول كان مفتيًا وقاضيًا وقائدًا عظيمًا

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صرح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، بأن عمل الإفتاء منصب شريف‏، تولاه رسول الله ﷺ فيما تولى من مناصب كثيرة‏، كالقضاء‏، والحكم الأعلى‏، بالإضافة إلى الدعوة‏، ‏والإمامة وغيرها، مما ذكره الإمام القرافي في كتابه الماتع ‏(الفروق‏)، وفرق في كتابه‏، في فصل جعله لذلك‏، بين النبي مفتيا‏، والنبي قاضيا‏، والنبي داعية‏، والنبي رئيسا للدولة‏، والنبي قائدا للجيوش‏، والنبي إماما للصلاة‏.

سيدنا محمد هو الإنسان الكامل

وتابع رئيس اللجنة الدينية حديثه عبر صفحتة الرسمية على فيسبوك قائلًا: فقد اجتمعت فيه ﷺ كل هذه المقامات‏، فالنبي ﷺ هو الإنسان الكامل الأتم‏، الذي نفعنا الله به في الدنيا والآخرة‏، ثم جاء من بعده الصحابة الكرام رضي الله عنهم‏، وقد ورثوا علمه وحملوا شريعته‏، وأدوا تلك الأمانة‏، كل على قدر طاقته‏.‏ 

الكثير من الصحابة من استفدنا بفتواهم

وأوضح "جمعة"، أنه اشتهر في الفتوى من الصحابة أناس‏، منهم من إذا ما جمعت فتاواه كانت في مجلد‏، ومنهم من إذا ما جمعت فتاواه كانت في جزء صغير‏، ومنهم من له الفتوى والفتويان فقط‏. ‏

من تصدروا الفتوى من الصحابة قرابة المائة وخمسين
وقال الدكتور علي، إن عدد الذين تصدروا للفتوى من الصحابة الكرام كانوا نحو مائة وخمسين على قول‏، مع أن الذين رأوه ﷺ بأعينهم‏,‏ وشاهدوه‏، وغزوا معه الغزوة والغزوتين‏، وعاشوا معه السنة والسنتين‏، قد وصلوا إلى نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا‏، وعلى ذلك‏، فهذا المقام الرفيع الذي كان يتولاه الصحابة الكرام لا يزيد عدد من تولاه منهم على واحد بالمائة‏، وكل واحد منهم صحابي جليل‏، ‏وفيهم يقول رسول الله ﷺ: (لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه‏) (رواه البخاري ،‏ ومسلم).

منصب الإفتاء بين الصحابة كان محددًا وليس للجميع

وتابع "جمعة": يعني أن الصحابي لو أنفق مثلا مقدار كيلوين أرزا أو قمحا‏، وأنت أنفقت في مقابله وزن أحد ذهبا، فإنك لا تبلغ نصف ما أنفقه الواحد منهم رضي الله عنهم‏، ومع هذه الجلالة فقد كان منصب الإفتاء فيهم أيضا منصبا محددا‏، لا يقوم به الجميع‏، بل الواحد بعد الواحد ممن توفرت فيهم ملكات وعلوم زائدة على مجرد الصحبة النبوية الكريمة‏. ‏
وظل هذا المنصب موجودا في الأمة‏، وألَّف فيه كثير من العلماء في آداب المفتي والمستفتي وكيفية الفتوى‏، منهم الإمام الحافظ ابن الصلاح‏،‏ والإمام النووي‏، وابن حمدان‏، وابن تيمية‏، وابن القيم‏، وكثير من العلماء‏، وفصلوا هذا القول تفصيلا‏.‏ 

المهدي العباسي تولى الإفتاء وهو في العشرين من عمره
وصرح الدكتور علي، أن  هذا المنصب بقي في بلادنا هذه‏، ينهض به الأئمة والعلماء الأكابر‏، ‏حتى تولى الإفتاء فيها العلامة الشيخ المهدي العباسي وله ما يسمى بالفتاوى المهدية‏،‏ وهو كتاب مطبوع في نحو ثمانية مجلدات كبار‏، وقد تولى الإفتاء وهو في العشرين من عمره‏، إلا أنه كان محاطا بأمناء‏، يحررون له السؤال‏، وبعد الإجابة يضبطون له الفتوى‏، وكان عالما كبيرا‏، ثم صار بعد ذلك شيخا للأزهر‏.‏ 
وقال "جمعة"، إن الناس عندما يسألون يريدون من المفتي أن يخبرهم ما الحكم في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله ﷺ؟ وما الحكم في شريعة الإسلام كما يفهمه الأئمة العظام؟ والأئمة العظام من المجتهدين شاع منهم أربعة هم‏:‏ أبو حنيفة‏، ومالك‏، ‏والشافعي‏، وابن حنبل‏، ومذاهبهم هي مذاهب أهل السنة الأربعة‏، وبقيت أربعة أخرى وهي‏:‏ الإباضية‏، والجعفرية‏، والزيدية‏، والظاهرية‏، وكتبهم ما زالت موجودة‏، وأتباعهم ما زالوا موجودين -قلوا أو كثروا- إلى الآن‏، فالجعفرية أكثرهم‏، ثم الإباضية‏، ثم الزيدية‏، أما الظاهرية فهم أفراد في العالم‏، لكن كتاب ‏(‏المحلى)‏ لابن حزم -وهو أصل في مذهبهم موجود- وإليه يرجع في هذا المجال‏.‏