قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، إن روسيا تتوقع من أوكرانيا قبول مطالبها وإدراك الوضع الحالي.
جاء ذلك تعليقا على دعوة وجهها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر لتقديم أوكرانيا تنازلات عن جزء من أراضيها للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وقال بيسكوف، ردا على سؤال بهذا الشأن من وكالة أنباء تاس الروسية، إن "روسيا تنتظر قبول كييف لمطالب موسكو وإدراكها للوضع الحالي - الوضع الحقيقي القائم".
وأشار بيسكوف إلى أن النقطة المطروحة لم تكن التنازلات الإقليمية، وأكد أن "كييف يجب أن تعترف بالوضع القائم فعليا وأن تقيمه بطريقة رصينة".
كانت كييف قد انتقدت في وقت سابق اقتراح كيسنجر، وقال مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني، ميخائيل بودولياك، إن مقترحات بعض الشركاء الغربيين بشأن تنازلات عن الأراضي كانت بمثابة "طعنة في ظهر كييف".
وفي سياق متصل، حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أي صحفي أو وسيلة إعلام الأمريكية من عواقب حجب إحاطة نشرتها الوزارة عبر موقع الفيديوهات الشهير "اليوتيوب".
وقالت زاخاروفا ـ حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية اليوم (الخميس): "لقد حجبوا بعض الإحاطات لوزارة الخارجية الروسية من على اليوتيوب، فكان رد فعلنا هو التحذير من أن حجب الإحاطة مجددا سوف يتسبب في عودة أي صحفي أو وسيلة إعلامية أمريكية إلى أوطانهم".
وأشارت القناة إلى أن هذا التحذير جاء خلال المائدة المستديرة التي شاركت فيها زاخاروفا التي حملت عنوان " دور الإعلام في المواجهة الكبيرة مع الغرب: مستقبل منصات الإنترنت في الواقع الجديد".
ويأتي هذا في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير إخبارية عن اتجاه غربي لفرض حظر على استخدام روسيا للشبكة العالمية، من دون تأكيدات رسمية على وجود خطة فعلية لفصل روسيا افتراضيا عن بقية العالم.
من ناحية أخرى، قال مكتب الرئيس الأوكراني اليوم الخميس إن مدينتي "سيفيرودونتسك" و"ليسيتشانسك" تتعرضان لهجوم روسي وسط عملية عسكرية في منطقة "لوهانسك" الشرقية، وذلك في بيان صادر عنه.
وأضاف البيان - حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية - أن مدينة "سيفيرودونتسك" تتعرض لقصف عنيف، مشيرا إلى أن 11 مبنى شاهقا في المدينة قد تدمر جراء القصف.
بدوره، قال أولكسندر ستريوك رئيس الإدارة العسكرية في "سيفيرودونتسك" إن الاتصال بين "سيفيرودونتسك" و"ليسيتشانسك" كان معقدا بسبب القصف الروسي لجسر بين المدينتين.
وأضاف أن القوات الروسية لم تتوقف عن قصف الأحياء السكنية منذ حوالي أسبوع ونصف.
من جانبه، قال فيدير فينيسلافسكي النائب الأوكراني وعضو اللجنة البرلمانية للأمن القومي والدفاع والاستخبارات إن "الوضع صعب، لاسيما في منطقة عمليات دونيتسك".
وأضاف أن "أكثر الأماكن سخونة هي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك"، مشيرا إلى أن الجنود الروس كانوا يحاولون تطويق القوات الأوكرانية قبل استهداف مدينتي "باخموت" و"سوليدار" في المرة القادمة.
من جانبه، أكد سفير الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا ماتي ماسيكاس، اليوم الخميس، أنه ما من أحدٍ يعترف بجوزات السفر الروسية في منطقة خيرسون المحتلة أو أي نوع من "الاستفتاءات" التي تخطط لها القوات الروسية.
وكتب ماسيكاس في تغريدة عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، حسب ما نقلته وكالة أنباء (يوكرنفورم) الأوكرانية، أنه كان على القوات الروسية أن تتخلى عن كل الأفكار المطروحة لإجراء استفتاء" في منطقة خيرسون وسط غياب أي دعم لمثل هذه الخطوة.
وتساءل الدبلوماسي الأوروبي: "لماذا يعتقد الروس أن جواز السفر المخطط له سيكون أكثر قبولا؟"، مؤكدا أنه على أي حال، لن يعترف أحد به على الإطلاق.
جدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع أمس مرسومًا ييسر عملية حصول سكان المناطق المحتلة مؤقتًا في منطقة زابوروجيزيا ومنطقة خيرسون على الجنسية الروسية وجوازات السفر.