ما زالت أرقام الإصابة بمرض «جدرى القرود» تسجل جديدًا لترتفع كل يوم عن اليوم السابق، الأمر الذى يثير الرعب حول العالم وينذر باجتياح عالمى جديد، خاصة أنه يعيد إلى الأذهان أزمة تفشى فيروس كورونا فى يناير 2020، الذى حصد عشرات الآلاف من أرواح البشر فى وقت قليل من إعلان ظهوره.
وفقًا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، فإنه تم تسجيل ١٣١ إصابة مؤكدة بجدرى القرود، و١٠٦ حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى فى ٧ مايو ٢٠٢٢ خارج البلدان التى ينتشر فيها المرض عادة.
وأضافت المنظمة أنه «على الرغم من أن تفشى المرض غير معتاد، فإنه يظل قابلا للاحتواء»، وقالت إنها ستعقد اجتماعات أخرى لدعم الدول الأعضاء بمزيد من النصائح حول كيفية التعامل مع المرض».
وقالت المسئولة عن الأمراض الناشئة لدى منظمة الصحة، ماريا فان كيرخوف: "نريد وقف انتقال العدوى بين البشر، يمكننا القيام بذلك فى الدول التى لم يتفشّ فيها، إنه وضع يمكن السيطرة عليه".
وفى وقت سابق، حذر تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، العالم من أن يواجه تحديات هائلة جراء جدرى القرود، وجاء التحذير فى جنيف، حيث يناقش خبراء المنظمة التابعة للأمم المتحدة تفشى مرض جدرى القرود فى ١٥ دولة خارج أفريقيا، فى حين تم تأكيد أكثر من ٨٠ حالة إصابة بالمرض، فى أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإسرائيل، ومع ذلك، يقال إن المخاطر على الجمهور الأوسع منخفضة.
من ناحيته، قال المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها، الإثنين الماضى، إن خطر انتشار مرض جدرى القرود النادر بين السكان على نطاق واسع منخفض للغاية، لكنه مرتفع لدى مجموعات معينة».
البلدان المصابة
وتعد بريطانيا هى أكثر البلدان المتأثرة بانتشار «جدرى القرود» وذلك بعدما أعلن وزير الصحة البريطانى، ساجد جاويد، الجمعة الماضية، ظهور ١١ حالة أخرى من الإصابة بجدرى القرود فى المملكة المتحدة، وذلك بالإضافة إلى ٩حالات إصابة خلال الأيام الماضية، حيث تم تأكيد أول حالة إصابة فى أوروبا فى ٧ مايو ٢٠٢٢ لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن جدرى القرود.
ويواصل مرض جدرى القرود انتشاره فى أنحاء مختلفة من العالم، حيث سُجلت إصابات فى فرنسا وبلجيكا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا وكندا والولايات المتحدة وإيطاليا والسويد، وأستراليا، وقدرت الإصابات من ٧٠ إلى ١٠٠ حالة مشتبه فى إصابتها بالمرض.
وعربيًا، قالت وزارة الصحة المغربية إنها سجلت ٣ حالات يشتبه فى إصابتها بجدرى القرود. وأوضحت، فى بيان صدر مؤخرا، أن الحالات الـ٣ فى وضع صحى جيد، مؤكدة أن الحالات المذكورة تخضع للرعاية الصحية فى انتظار نتائج التحاليل الطبية التى أخضعت لها.
أول تعليق من وزارة الصحة على جدرى القرود
وفى مصر، أكدت وزارة الصحة والسكان، متابعتها بشكل دقيق للوضع الوبائى على مستوى العالم لفيروس «جدرى القرود» الذى انتشر فى عدد من الدول الأوروبية، مشددة على أنه لا توجد حتى الآن أى حالات إصابة أو مشتبه بإصابتها بالفيروس. وقال الدكتور حسام عبد لغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن الفيروس المتسبب لجدرى القرود يعد قريبًا جدًا للفيروس المتسبب بالإصابة بالجدرى، لكنه أقل فتكًا وأقل قابلية للانتقال.
وكشفت وزارة الصحة والسكان عن حزمة من الإجراءات التى تضمن الوقاية من فيروس جدرى القرود وتضمنت؛ أنه لا توجد أى إجراءات استثنائية فيما يخص المرض حتى الآن، ويتم تقييم الوضع الوبائى للمرض بصفة دورية، طبقا لدراسة تقييم المخاطر والوضع الوبائى العالمى. والترصد النشط للمرض ونشر تعريف الحالة بالمنشآت الصحية، والإبلاغ الفورى فى حالة الاشتباه فى حالة مرضية تستوفى تعريف الحالة، وأنه عند الاشتباه فى حالة مرضية بجدرى القرود يتم عزلها فورا. وشددت الصحة على، الالتزام التام بإجراءات مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية وتشمل؛ غسل الأيدى، وارتداء كل أدوات الوقاية الشخصية أحادية الاستخدام (قفازات - ماسك - واقى الوجه النظارات الطبية - العباءات الطبية)، والتنظيف والتطهير، والتعامل السليم مع ملاءات الأسرة، والتخلص الآمن من النفايات الطبية.
ما أعراض جدرى القرود؟
قالت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، أن أعراض جدرى القرود تشبه أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا مثل الحرارة، والقشعريرة، والإرهاق، والصداع، ووهن فى العضلات، يليها تورّم بالغدد الليمفاوية، ما يساعد الجسم بمكافحة العدوى والمرض، حيث تتراوح فترة حضانة جدرى القرود بين ٧ و١٤ يومًا.
وقالت وكالة (CDC) إن «السمة التى تميز الإصابة بجدرى القرود عن مرض الجدرى هو تورّم الغدد الليمفاوية»، والتى يتبعها ظهور طفح جلدى على نطاق واسع على الوجه والجسم، يطال داخل الفم وراحتى اليدين وباطن القدمين، ويكون الطفح الجلدى عادة مؤلمًا، عبارة عن حبوب تحتوى على سائل، محاطة بدوائر حمراء، موضحة أن الحبوب تتقشّر وتختفى خلال فترة تتراوح بين أسبوعين و٣ أسابيع.
وتتضمن أعراض جدرى القرود، الحمى، والصداع، والانتفاخ، وآلام الظهر، وآلام العضلات، والخمول، وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة يظهر طفح جلدى بداية من الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنه يكون فى أغلب الأحيان فى راحة اليدين وباطن القدمين، وتختفى العدوى دون تدخل طبى بعد أن تستمر الأعراض ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وينتقل المرض إلى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس، وقد يدخل الفيروس الجسم عن طريق تشققات البشرة، أو المجرى التنفسى، أو عبر العينين، أو الأنف، أو الفم، كما يمكن أن ينتقل من حيوان مصاب، مثل القرود والجرذان والسناجب، إلى الإنسان أو من أسطح وأشياء ملوثة بالفيروس مثل الفراش والملابس، ولا يوجد علاج لجدرى القرود، لكن يمكن الحد من انتشاره من خلال بعض القيود التى تحول دون انتقال العدوى، فهناك لقاح مضاد لجدرى الماء ثبتت فاعليته بنسبة ٨٥٪ فى الحيلولة دون الإصابة بالمرض، ولا يزال يستخدم أحيانا.
كيف ينتقل جدرى القرود؟
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن فيروس جدرى القرود ينتقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتقاله من إنسان إلى آخر كان نادرا، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الاتصال الوثيق بالفرد المصاب هو المسبب لانتشار فيروس «جدرى القرود». ويؤكد الخبراء أن الفيروس قد ينتقل من عضة حيوان أو خدش أو ملامسة السوائل الجسدية للحيوان، ثم يمكن أن ينتشر الفيروس إلى أشخاص آخرين من خلال السعال والعطس أو أى احتكاك جسدى.
لا يعرف العلماء حتى الآن ما إذا كان معدل انتقال العدوى قد زاد فى هذه الفاشية الحالية، إذا كان هناك انتقال محسن، فقد يكون هذا أحد أسباب انتشار المرض حاليًا عبر المجتمعات فى أكثر من بلد.
وبحسب ما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، يمكن للمطهرات المنزلية الشائعة أن تقتل فيروس «جدرى القرود».
بالأرقام.. نشأة وانتشار «جدرى القرود» فى العالم
وجاءت تسمية «جدرى القرود» عام ١٩٥٨، عندما «تفشى مرض شبيه بالجدرى مرتين فى مستعمرات أبحاث خاصة بالقردة»، وأكدت وكالة «CDC» أن الناقل الرئيسى لمرض «جدرى القرود» ما زال مجهولًا رغم أن «القوارض الأفريقية يشتبه فى أنها تلعب دورًا بانتقال العدوى».
وسُجلت أول حالة معروفة من «جدرى القرود» لدى البشر» عام ١٩٧٠، فى الكونغو، خلال مرحلة بذل جهود مكثفة للقضاء على الجدري».، ثم عاود الظهور فى نيجيريا عام ٢٠١٧، بعد مرور ٤٠ عامًا لم يبلغ خلالها عن أى حالة إصابة، ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن أكثر من ٤٥٠ حالة فى نيجيريا، وما لا يقل عن ثمانى حالات معروفة تم تصديرها دوليًا.
وفى ٢٠٠٣ انتشر المرض فى الولايات المتحدة عام بعدما أصيب ٤٧ شخصًا بالمرض فى ست ولايات، بسبب اتصالهم بكلاب مروج أليفة».
وفى عام ٢٠٠٥ انتشر جدرى القرود فى ولاية الوحدة بالسودان وأُبلغ عن وقوع حالات متفرقة فى أجزاء أخرى من أفريقيا، وفى عام ٢٠٠٩، قامت حملة توعية فى أوساط اللاجئين الوافدين من الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدرى القرود، فيما جرى احتواء ٢٦ حالة ووفاتين فى إطار اندلاع فاشية أخرى للمرض بجمهورية أفريقيا الوسطى فى الفترة الواقعة بين أغسطس وأكتوبر ٢٠١٦.
فى عام ٢٠٢١، شُخص إصابة شخصين آتين من نيجيريا إلى الولايات المتحدة بهذا المرض، فيما تعد مناطق غرب ووسط فريقيا الموطن الرئيسى للمرض.
ومطلع مايو ٢٠٢٢، انتشرت حالات «جدرى القرود» فى أوروبا، وبوجه خاص فى المملكة المتحدة التى تعد أكثر البلدان تسجيلا للإصابة حتى الآن.
خطورة فيروس جدرى القرود
ويسبب فيروس جدرى القرود أعراض الحمى وطفحا جلديا بشكل مميز، حيث تبرز حبوب على الجلد. وعادة ما يكون خفيفا، لكن هناك سلالتين رئيسيتين له إحداهما سلالة الكونغو، وهى الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى ١٠ بالمئة، وسلالة غرب إفريقيا بمعدل وفيات حوالى ١ بالمئة من حالات الإصابة.
هل المثليون وراء انتشار «جدرى القرود"
وكشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، أن منظمة الصحة العالمية تجرى تحقيقا موسعا بالتعاون مع السلطات الصحية فى المملكة المتحدة، حول انتشار «جدرى القرود» بين المثليين فى الحانات ومراكز الساونا، وأكدت الصحيفة أن الخبراء يحققون فى الأماكن التى زارها ٦ مرضى مثليين أو ثنائيى الجنس من جدرى القرود فى المملكة المتحدة الأسبوع الماضى، تشمل الحانات والنوادى والساونا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وبعد تفشى المرض بين المثليين فى إنجلترا، أصدرت وكالة الأمن الصحى فى المملكة المتحدة (UKHSA) بيانا عاجلا دعت فيه الرجال لضرورة الفحص الجسدى الجيد، وأن يكونوا يقظين من ظهور طفح جلدى جديد على وجوههم أو أعضائهم التناسلية.
مجدى بدران: سخونة وآلام فى العضلات وطفح جلدى
يقول الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: يعتبر جدرى القرود ضمن الأمراض الفيروسية النادرة من نفس عائلة الجدرى، ولكنه أقل حدة بكثير، ويوجد فى المناطق الاستوائية الممطرة والنائية، مثل وسط إفريقيا وغربها، كما ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، ومن إنسان إلى آخر، خاصة فى المناطق الاستوائية.
ويضيف بدران لـ«البوابة»: شهد المرض تغيرات وبائية فى السنوات الأخيرة، بما فى ذلك التغييرات فى عمر المصابين وموقع العدوى ورصد الحالات الجديدة فى لندن وشمال شرق إنجلترا، وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن تخوفها من تحول جدرى القرود لوباء عالمى بعد انتشاره فى لندن بعد أن كان محصورا فى نيجيريا فقط. وبحسب السلطات الصحية ذكرت معدل الإصابة بنحو ٩ حالات فى بريطانيا وحالة فى الولايات المتحدة و٥ حالات فى البرتغال و١٣ حالة كندا و٧ حالات فى إسبانيا وغير موجود فى مصر وليس من المحتمل أن يتحول لجائحة.
ويواصل «بدران»: تتمثل خطورة الفيروس فى انتشاره عن طريق قطيرات الجهاز التنفسى للآخرين خلال السفر بالطائرات وفى المطارات منخفض جدًا حاليًا لأن المسافرين على الرحلات الجوية مطالبون بارتداء الكمامات فى الطائرات والمطارات بسبب جائحة كوفيد-١٩، كما ثبت فى الماضى أن التطعيم ضد الجدرى ناجع بنسبة ٨٥٪ فى الوقاية من جدرى القرود، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحًا لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به فى أعقاب استئصال الجدرى من العالم وتتمثل الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم المخالطون المنزليون للمصابين، وتشمل الأعراض فى الحمى والصداع الشديد وتضخم الغدة الليمفاوية وألام فى الظهر والعضلات وظهور الطفح الجلدى.
عز العرب: ضعف العضلات والطفح الجلدى أبرز أعراضه
وفى السياق ذاته يقول الدكتور محمد عز العرب، استشارى الجهاز الهضمى: مرض ينتشر عبر الحيوانات البرية خاصة القرود ووسط وغرب أفريقى بدأ تسجيله منذ ١٩٥٨، وحتى الآن عدد الحالات على مستوى العالم لا تشعرنا بالقلق ولن يتحول لجائحة باستثناء بعض البلدان الأوروبية.
ويضيف عز العرب لـ«البوابة»: وهناك طريقتان للعدوى، أما عن طريق المسافرين من الدول الأفريقية المنتشر بها المرض أو الملامسة ومخالطة حيوانات جاءت من الخارج علمًا بأن العدوى بالمخالطة قليلة جدا مقارنة بفيروس كورونا، ويجب التأكيد عن الإجراءات الاحترازية بالنسبة للأطباء البيطريين.
ويتابع أستاذ الباطنة بالمعهد القومى للكبد والأمراض المعدية، أن مرض الجدرى لم يأخذ شكل الجائحة حتى الآن فهو لم يتعد الإصابة به نحو ١٠٠ حالة مصابة، ولكن حذرت منظمة الصحة العالمية لزيادة الوعى والتوعية بالمرض وأعراضه وأسباب الإصابة به، مشيرًا إلى أنه من ضمن أعراضه السخونية وآلام البطن وضعف العضلات والإرهاق الشديد وتضخم فى الغدد الليمفوية والطفح الجلدى وتحولها لصديد ثم التقشير والتشقق.
ويواصل عز العرب، لـ«البوابة»، أن انتشار الطفح الجلدى يبدأ بمنطقة البطن ثم الجسم كاملا وخاصةً اليدين والقدمين، ويمكن انتشار المرض من خلال الرذاذ والعلاقات الجنسية، وهو مرض بين الحيوانات ولكنه ينتقل إلى البشر تم اكتشافه لأول مرة عام ١٩٥٨، وأصيب به أول شخص فى عام ١٩٧٠، مشددًا على ضرورة اتباع الاحتياطات الطبية المعتادة وخاصةً داخل عيادات الجلدية، فحتى الآن لم تظهر حالة واحدة مصابة بالمرض فى مصر، وفى حالة ظهوره لابد من التوجه إلى مستشفى الحميات والعزل التام، فإن العدوى قليلة جدًا عالميًا، ولكن لابد من الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب انتشاره أو الإصابة به.
هانى الناظر: لم يتم رصد أى حالات مصابة بجدرى القرود فى مصر
كما يوضح الدكتور هانى الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، أنه لم يتم رصد أى حالات إصابة بجدرى القرود فى مصر حتى الآن، وما تم رصده فى بعض الدول الأوروبية وأمريكا من حالات مصابة محدود، مشيرًا إلى أن الفيروس المسبب لجدرى القرود من نفس عائلة فيروسات الجدرى وجدرى البقر والجديرى، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الجهاز التنفسى، أو الأغشية المخاطية، أو الجلد عند التلامس المباشر مع الإنسان المصاب، أو ملابسه، أو أدواته الشخصية، خاصة إذا كانت هناك جروح فى الجلد.
وتابع الناظر، من خلال حسابه الرسمى على فيسبوك، أن المرض قد ينتقل من القوارض، مثل: الفئران، ومن القرود المصابة، مشيرًا إلى أن الأعراض تبدأ بارتفاع فى درجات الحرارة مع صداع وتكسير وإرهاق عام والتهاب فى الغدد الليمفاوية، ويعقب ذلك ظهور طفح جلدى على هيئة حبوب حمراء تتحول إلى فقاقيع مائية، ثم بثور صديدية، ويستمر نحو عشرة أيام، قد تزداد لتصل إلى ٢٠ يومًا فى بعض الحالات، مؤكدًا أن أغلب الإصابات تنتهى بالشفاء إلا حالات نادرة قد يؤدى المرض فيها إلى الوفاة، وخلال فترة المرض يطالَب المريض بالراحة التامة مع تناول السوائل والمسكنات ومضادات الهيستامين، والأدوية المقوية للمناعة، والكريمات الموضعية المطهرة، مشددًا على استخدام المطهرات المنزلية، لما لها من فاعلية فى الحماية من الفيروس.
الحق فى الصحة: فترة حضانة الفيروس من ٥ إلى ١٦ يوما
ويقول محمود فؤاد رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء، إن انتشار مرض جدرى القرود يبقى مقلقا وخطرا دائما على جميع أنحاء العالم لما يمثله المرض من خطر كبير بسبب أنه مرض جديد ولا نعرف إلى متى ينتهى أو يمتد كما حصل مع فيروس كورونا الذى يعيش معنا إلى وقتنا هذا.
وأوضح فؤاد، أنه من المتوقع أن يكون السبب الرئيسى فى انتشار المرض يرجع إلى القوارض، مثل الفئران والسناجب وغيرهما من الحيوانات التى من الممكن أن تؤوى الفيروس، بخلاف الشائعات التى خرجت عن تصنيع الفيروس فى المعامل وغيرها من الأقاويل التى أعتقد أنه لا أساس لها من الصحة.
وشدد فؤاد، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، على ضرورة الحرص الشديد فى الفترة المقبلة من التجمعات والحفلات والمصايف والأماكن المزدحمة بشكل عام فى الدول التى ظهرت فيها حالات مرض جدرى القرود لعدم تفشى المرض ونصبح فى كارثة لم نعرف مدى عقباها كما حدث فى وباء فيروس كورونا الذى جعل العالم فى عزلة كاملة لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن فترة حضانة الفيروس من ٥ إلى ١٦ يوما.
خبير اقتصادى: تكرار تبعات كورونا مرة أخرى كارثة
قال الدكتور خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى: «لا بد أن يكون هناك سيستم ونظام فى جميع دول العالم لعدم حدوث كارثة جديدة فى الاقتصاد العالمى والتعلم مما حدث فى أزمة كورونا التى أثرت بالسلب على الاقتصاد العالمى وما زلنا نعانى من تلك الأزمة حتى الآن بسبب أزمة كورونا التى تمكنت من تحقيق مؤشرات اقتصادية سلبية لم تحدث منذ فترة زمنية بعيدة، خاصة أن الأوضاع الاقتصادية العالمية تفرض ضغوطا على جميع الدول وليس مصر فقط لذلك يجب علينا أخذ كل الحرص لعدم تكرار الأزمة السابقة».
وأضاف الشافعى، لـ«البوابة»، لا بد من أخذ جميع الإجراءات الاحترازية والاستعداد الجيد لحدوث أى أزمة لكى لا تؤثر بالسلب على الاقتصاد وزيادة نسب البطالة وغيرهما من المشاكل التى حدثت فى فترة كورونا، موضحًا أن لدينا تجربة سابقة لا بد أن يتعلم العالم بشكل عام منها وليس مصر بشكل خاص، خاصة أن الأزمة الماضية أثرت بالسلب على جميع القطاعات والوزارات بسبب توقف الحياة فى السياحة والتجارة والصناعة وغيرها من المشاكل التى سببها فيروس كورونا ونأمل ألا يسببها جدرى القرود فيما هو قادم.