قال ديميتري بريجع، المحلل السياسي الروسي، والباحث في جامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا (RUDN UNIVERSITY )، إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بدأت بعد رفض كييف الالتزام باتفاقية مينسك واستمرار الغرب بتدريب القوات الأوكرانية وإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، ولكن أنا أرى بأن الهدف الأساسي للعملية هو أبعد من أوكرانيا بل هو تغيير النظام العالمي الجديد والقطبية ورسم خريطة تحالفات سياسية جديدة في العالم؛ لأن العالم بعد أوكرانيا ليس ما قبلها.
وأضاف في حواره لـ "البوابة نيوز" والذي سينشر لاحقاً، أن دعم الدول الغربية أوكرانيا بالسلاح سوف يجر المنطقة إلى حرب لا نهاية لها وقد تدخل هذه الأسلحة إلى أيدي مجموعات متطرفة وهذا الشئ خطير، كما أن استمرار الوضع كما هو عليه سوف يجر العالم إلى مجاعة وإلى أزمة اقتصادية عالمية كما حدث ذلك عام 2008-2007 عندما حدثت الازمة المالية التي كانت من أعنف الأزمات العالمية منذ أزمة الكساد الكبير (1933-1929).
وأكد أن خطورة وشدة هذه الأزمة كونها انطلقت من الاقتصاد الأمريكي الذي يؤثر بشكل واضح في حركة الاقتصاد العالمي، فهو الاقتصاد الأكبر في العالم بحجم يبلغ (14) تريليون دولار، وتشكل التجارة فيه أكثر من (10%) من إجمالي التجارة العالمية، هذا بالإضافة إلى أن الدولار الأمريكي يشكل ما لا يقل عن (60%) من السيولة الدولية، وأرى بأن الأزمة أكبر من التي حدثت عام 2008 قد تحدث في العالم إذا ما استمر الوضع في أوكرانيا والعلاقات بين دول كما هي عليه الآن، واستمرار تطور الأسلحة أيضًا قد يجر العالم الى حرب كبيرة حيث بعض الدول تدعي بأن تريد استعمال هذه الأسلحة للدفاع ولكن الحقيقة تخالف ذلك.
كما أشار إلى كلام هنري كيسنجر خير دليل بأن استمرار الحرب ودعم أوكرانيا بالسلاح لن يكون لمصلحة أحدا وإن على القادة عدم السماح للحرب بالاستمرار لمدة أطول، وحث قادة الغرب على حمل أوكرانيا على قبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا حتى وإن كانت شروط التفاوض أقل من الأهداف التي تريد الخروج بها من الحرب.