أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن بلاده تعمل من أجل تدشين مرحلة جديدة للاقتصاد الوطني، وقال: إن الحكومة ستعمل قبل نهاية شهر يونيو المقبل على إنجاز برنامج لتطوير القطاع العام، هدفه الأساسي الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتسهيل الإجراءات البيروقراطية، ورفع كفاءة العاملين، والسير قدما في برنامج الحكومة الإلكترونية.
وهنأ الملك عبدالله - في خطاب وجهه اليوم الأربعاء وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) - الأردنيين بمناسبة عيد استقلال الأردن الـ76، منوها بأن الأردن الجديد سيكون ملكا للأجيال الشابة، وهي التي ترسم له معالم الطريق بقوة طموحها وعلمها، والانفتاح على المستقبل وحركة التطور العالمية.
وأكد الملك عبدالله أن منظومة التحديث السياسي توفر للشباب فرصة للمشاركة في بناء الحياة الحزبية والمشاركة السياسية، وأن مسار التحديث لا يكتمل دون اقتصاد قوي يرفع من معدلات النمو ويخلق فرص العمل، ولذلك سنطلق خلال الأيام القادمة، رؤية اقتصادية متكاملة للسنوات المقبلة لتكون وثيقة مرجعية شاملة، لافتا إلى أن تلازم المسارات الثلاثة للتحديث والإصلاح شرط لابد منه، لتحقيق الأهداف المطلوبة، وأنه لا يمكن التقدم في المجال الاقتصادي دون إدارة ذات كفاءة، ولا يمكن لمسار التحديث السياسي والديمقراطي أن يصل إلى غايته دون تحسين الواقع المعيشي للمواطنين وكسر ثنائية البطالة والفقر وتوفير فرص العمل لآلاف الشباب.
وأشار العاهل الأردني إلى إنجاز فصل جديد من فصول البناء والتطوير، واكتمال منظومة التشريعات الخاصة بالتحديث السياسي، لنبدأ معها مرحلة انتقالية مهمة لبناء حياة حزبية وبرلمانية هدفها الأساسي التنافس البرامجي على خدمة الأردنيين في ظل مؤسسات تشريعية وتنفيذية قوية، ودولة عمادها سيادة القانون على الجميع دون محاباة أو تمييز.
وشدد على وقوف الأردن إلى جانب أمته العربية وقضاياها، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة، على ترابه الوطني، وموصلة حمل أمانة المسئولية النابعة من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
ونبه الملك عبدالله إلى سعي الأردن لاحتواء تداعيات الأزمات السياسية والاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها العالم حاليا على أمنه القومي، معتمدا على رصيده من السمعة والمكانة الدولية المتميزة، وحرصه على تعزيز العلاقات مع أشقائه العرب لبناء منظومة واحدة تكفل تحقيق متطلبات الأمن الاقتصادي كأساس لاستقرار المجتمعات وازدهارها.