أي قلب يتحمل ما حدث للطفل «يوسف»، تخيلوا المشهد بكل تفاصيله المرعبة، قيدوا الصغير وحبسوه داخل غرفة مظلمة ثم نصبوا له محكمة، وسرعان ما أصدروا الحكم؛ وهو التعذيب حتى الموت، ظل الصغير يبكي يستعطف قاتله، «حرام عليك ياعمو يا خالتو أنا معملتش حاجة»، لكن رفض الشيطان توسلاته.
الضحية فى هذه القصة طفل دفع حياته ثمنا لظروف الحياة القاسية، عقب دخول والدته السجن في قضية إيصالات أمانة، لم تجد الأم قلبا أحن على طفلها قبل حبسها سوى صديقتها، وراحت تتوسل لها حتى تترك لها الطفل، هو الأمر الذي قوبل بالموافقة لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث.
مأساة الطفل «يوسف» صاحب الـ٦ سنوات كما سردها «محمد حسن» أحد جيران المتهمين بدأت عندما طلبت والدته من صديقتها أن تقوم برعايته حتى تخرج من السجن عقب حبسها في قضية إيصالات أمانة، لكنها لم تتخيل أن صديقتها وزوجها سوف يقتلان نجلها بطريقة بشعة.
وأضاف الشاهد: «الأمور كانت تجري بشكل طبيعي لكن خلال الفترة الأخيرة تعرض الطفل للضرب أكثر من مرة على يد زوج صديقة والدته، وهو شخص مسجل خطر، بسبب رغبة الطفل في الخروج من المنزل للهو مع الأطفال».
وتابع الشاهد: «يوسف كان طفلًا عاديًا تشوفه تحبه من أول نظرة ويدخل قلبك وكان كل الناس هنا تحبه، والجميع يعطف عليه بسبب الظروف التي وضعه القدر فيها».
واستطرد: «يوم الواقعة يوسف كان عايز يخرج يلعب، وهو ما أغضب زوج صديقة والدته، وحينها قرر الاعتداء عليه بالضرب وقام بحبسه داخل غرفة مظلمة وظل الولد يصرخ مستعطفًا المتهم لكنه لم يرحم توسلاته، واستمر في تنفيذ جريمته حتى أزهق روحه، ولما اكتشفنا الجريمة بلغنا مأمور مركز شرطة قليوب، وجسد الطفل كان فيه إصابات وكدمات وسحجات وجروح متفرقة».
وبعد القبض علي المتهمين ومواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات، أقر المتهم الأول بأنه محدث إصابة الطفل، وأنه كان دائم التعدي عليه بالضرب بقصد تأديبه نظرًا لكثرة لهوه وشغبه، ويوم الواقعة حبسه داخل غرفة مظلمة وتعدى عليه بالضرب إلى أن خلد الطفل للنوم وعند إيقاظه وجدوه فارق الحياة.