نتيجة الأحوال الاقتصادية الصعبة والظروف النفسية التي يعيشها الأهالي السوريين شهدت مناطق ريف إدلب الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام" 10 حالات انتحار منذ مطلع الشهر الحالي، معظمهم يقطنون ضمن المخيمات الواقعة قرب الحدود السورية التركية.
وقد أعلنت منظمات إنسانية عاملة في شمال غربي سوريا، عن ارتفاع عدد حالات الانتحار في مناطق إدلب وريف حلب، ودعت إلى إحداث عيادات نفسية ضمن المراكز الطبية المنتشرة في مناطق شمال سوريا، وذلك عقب تسجيل نحو 25 حالة انتحار بين الذكور والإناث، منذ مطلع عام 2022.
وقالت مصادر محلية إن جميع الذين أقدموا على الانتحار في العقد الثاني من أعمارهم، بعضهم استخدم حبوبًا سامة، بينما أقدمت فتاة في الـ 16 من عمرها على شنق نفسها في غرفتها، وذلك نتيجة ضغوط نفسية حادة.
وأوضحت المصادر أن بعض حالات الانتحار يعيش أصحابها ضمن مخيمات على الحدود السورية التركية، في ظروف معيشية صعبة، بعد فشلهم في الهروب نحو الحدود التركية، بحثًا عن فرصة لعيش حياة آمنة وبعيدة عن حالات التضييق التي يفرضها مسلحو الجولاني على قاطني المخيمات، وفرض المزيد من الإتاوات على عائلاتهم أو طردهم من المخيمات.
وأكدت المصادر أن "هيئة تحرير الشام" رفضت قيام عائلات الضحايا بإجراء صلاة الجنازة على المتوفين أو تقبل التعازي، واعتبرتهم خارجين عن الدين لإقدامهم على الانتحار، في حين أجبرت الهيئة عائلات الضحايا على عدم التحدّث إلى أي وسيلة إعلامية عن الضغوط التي كان يعاني منها أولادهم.
وسجل شهر مايو الحالي، أعلى نسبة انتحار في مناطق الجولاني، بعد توثيق نحو 10 حالات حتى الآن، في حين قالت مصادر محلية في إدلب إن العام الحالي سجل انتحار أكثر من 30 شخصًا، بينهم نساء، وذلك نتيجة الأحوال الاقتصادية الصعبة والظروف النفسية التي يعيشها الأهالي جراء تضييق مسلحي الجولاني الخناق على جميع مناحي الحياة.