أكد زميل مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ماكس بوت، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تواجه صعوبات كبيرة، ولا تسير وفق الخطة التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين على الرغم من تحقيقها لبعض الانتصارات المحدود.
وأشار بوت في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أنه حتى الآن لم تتمكن القوات الروسية من السيطرة على العاصمة كييف، مضيفًا أنه على الرغم من استيلاء القوات الروسية على مدينة ماريوبول في جنوب البلاد بعد استسلام المقاومة الأوكرانية إلا أن المقاومة في نفس الوقت تمكنت من ردع القوات الروسية وإبعادها خارج نطاق المدفعية في مدينة خاركيف والتي تعتبر ثاني أكبر مدينة أوكرانية وتقع على بعد حوالي 20 ميلًا من الحدود الروسية.
ويستطرد الكاتب قائلًا إن القوات الروسية تركز حاليًا هجماتها على مدينة سيفيردونتسك؛ آخر الحصون الأوكرانية في منطقة لوجنسك التي لم تقع تحت سيطرة القوات الروسية.
ويقول الكاتب إن تقديرات البنتاجون تشير إلى أن التقدم الذي تحرزه القوات الروسية في أوكرانيا متواضع ومحدود وأن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة من أجل تحقيق هذه الانتصارات المحدودة. ويضيف الكاتب أن بوتين اعترف ضمنيًا أن الأحوال في أوكرانيا لا تسير وفقًا للخطة الموضوعة وذلك بإقالته لأحد قواد القوات البرية بعد فشل عملية الاستيلاء على مدينة خاركيف، وكذلك إقالته لقائد أسطول البحر الأسود في أعقاب إغراق السفينة موسكفا بعد أن استهدفها أحد الصواريخ الأوكرانية.
ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن العملية الروسية في أوكرانيا تواجه صعوبات كبيرة وأن المقاومة الأوكرانية مازالت لديها القدرة على القيام بعمليات مضادة. ويستشهد الكاتب برأي الجنرال المتقاعد "بين هودجز"، القائد الأسبق للقوات الأمريكية في أوروبا والذي يتوقع انهيار الجيش الروسي في أوكرانيا قبل نهاية الصيف الحالي وأن المقاومة الأوكرانية سوف تستعيد كامل أراضيها التي استولت عليها القوات الروسية منذ بداية العملية العسكرية في أواخر فبراير الماضي.
ويرى الكاتب أنه على الرغم من هذا التكهن قد يبدو مفرطًا في التفاؤل إلا أنه أقرب للتصديق من احتمال انتصار القوات الروسية.
ويقول الكاتب أن رد فعل العديد من الدول الغربية تجاه كل هذه الأوضاع يتسم بقدر كبير من الحذر، فعلى سبيل المثال يحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من العواقب التي قد تنتج بسبب تعمد إهانة روسيا في الوقت الذي تطرح فيه إيطاليا خطة سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي نفس الوقت، يقول الكاتب، نرى مقالة افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز تعرب عن تشككها من تحقيق انتصار مؤكد على القوات الروسية في أوكرانيا موجهة النصيحة للرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي أن يقبل بمبدأ الأرض مقابل السلام لإنهاء الحرب هناك.
ويضيف الكاتب أن تلك الهواجس ليس لها أساس من الصحة بل هي ضرب من الوهم الذي ليس له أي صدى في الواقع، موضحًا أن دول العالم توقعت في بداية العملية العسكرية الروسية سقوط كييف في قبضة الجيش الروسي خلال ثلاثة أيام وهو ما لم يحدث حتى الآن على الرغم من قسوة العمليات الروسية في أوكرانيا.
ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن القول بأن تقديم أوكرانيا لتنازلات سوف يؤدي إلى إنهاء الحرب يعتبرنوع من أحلام اليقظة، مضيفًا أنه حان الوقت أن يتوقف الجميع عن الاستسلام لمخاوفهم والتوقف عن مراعاة مشاعر بوتين، فقد أدت تلك المواقف إلى تشجيع روسيا على القيام بالعملية العسكرية الحالية كما أنها كانت السبب في قيام روسيا بعملياتها العسكرية في جورجيا عام 2008 ثم في منطقة القرم عام 2014، فقد أحجمت الدول الغربية عن اتخاذ أي رد فعل تجاه تلك العمليات الروسية بذريعة الحفاظ على المصالح الاقتصادية مع موسكو.
ويختتم الكاتب مقاله داعيًا الدول الغربية إلى الكف عن ملاطفة موسكو أكثر من اللازم، مؤكدًا على ضرورة أن تدفع روسيا ثمنًا باهظًا بسبب تلك العملية العسكرية في أوكرانيا وأن تُهزم هزيمة ساحقة حتى لا يفكر أي رئيس روسي آخر لعقود قادمة في شن أي هجمة عسكرية على إحدى دول الجوار الآمنة.