الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

حكايات التجلي الأعظم.. هل ولد نبى الله موسى بقنتير في الشرقية؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في إطار استكمال حلقات "التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى" منذ دخول يوسف الصديق وأهله آمنين إلى مصر ومسار نبى الله موسى بسيناء حتى الوصول إلى أعتاب المدينة المقدسة والتي يستعرضها خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار،  نستكمل الحلقة الثالثة عن حقيقية المواقع المرتبطة ببنى إسرائيل وموقع ولادة نبى الله موسى، وقد استعرضنا دخول يوسف الصديق وأهله إلى مصر ومكان إقامة بنى إسرائيل في مصر في حلقتين سابقتين.
ويشير الدكتور ريحان إلى حقيقية مدينة بر رعمسيس وقنتير وبيثوم الذى ربط بعض مؤرخي وآثاري الغرب بينها وبين تاريخ بنى إسرائيل في مصر من منطق الوقوف عند نقطة واحدة وهى تطويع الآثار لإثبات ما جاء فى الروايات التوراتية وبالتالى فإن كل نتائج الحفائر تتمحور وتفسّر طبقًا لهذا المبدأ 
وبخصوص بر رعمسيس فقد ذكرت فى سفر الخروج بأنها ضمن مدن المخازن الذى اختص بها هؤلاء الآثاريون التوراة دون غيرها ويكتنفه غموض كبير، ومن أبرز الأمثلة المصرية على هذه المدن العملاقة معبد الرامسيوم الذى بناه رمسيس الثانى من الأحجار الضخمة وأحاطه بأكثر من 160 غرفة مقببة استخدمت مخازن وجميعها من الطوب اللبن، كما تم بناء العديد من الغرف لخدمة الكهنة والعمال وأحاط هذه المبانى بسور ضخم من الطوب اللبن، وكانت القصور فى الدولة الحديثة تبنى بنفس الطريقة ومن أمثلتها قصر دير البلاص 50كم شمال الأقصر وقصر ملقطة الذى شيده أمنحتب الثالث غرب الأقصر وشيدت عناصرها المعمارية من الطوب اللبن.
واستند الدكتور ريحان على رأى الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ الآثار واللغة المصرية القديمة بأنه لا يوجد دليل أثرى على علاقة قنتير بتاريخ اليهود ولا يوجد أى أثر على ميلاد  نبى الله موسى فى قنتير أو تل الضبعة وإن كان لا خلاف على مولده فى مصر طبقًا لما جاء فى الكتب السماوية ولا يوجد دليل على وجود القصر الذى تربى فيه موسى.
وتقوم قرية قنتير على أطلال مدينة أنشأها الملك رمسيس الأول جد رمسيس الثانى مع بداية الأسرة التاسعة عشرة وقد ساهم فى بناء هذه المدينة أيضًا سيتى الأول ورمسيس الثانى ويطلق على هذه المدينة "بر رعمسو" وكان القصد من إنشائها لتكون مقرًا للحكم فى الدلتا ومعسكرًا للجيش المصرى لينطلق منها إلى حدود مصر الشرقية عبر سيناء لأن تعبئة الجيش من العاصمة الأقصر كان يستغرق وقتًا طويلًا.
وقد عثر بقرية قنتير على بقايا قصور ومعابد واسطبلات للخيول ومعسكرات للجيش وكل المرافق المطلوبة لمدينة، ولكن مشكلتها أنها متداخلة عمرانيًا مع عاصمة الهكسوس التى تعرف باسم تل الضبعة وتعرف فى النصوص المصرية القديمة باسم "حت وارت" أو "أواريس" وكلاهما يتبع مركز فاقوس حاليًا وتوجد بتل بسطة قلعة للهكسوس ولكن لا علاقة بين الهكسوس واليهود.  
ولفت الدكتور ريحان إلى ما ورد فى نسخة التوراة التى أطلق عليها النسخة السبعينية أن مدينة رعمسيس تقع فى وادى الطميلات أو بالقرب منه، وهذا يفسر سبب قدوم يوسف الصديق إلى المقر واستقبل أبيه فى هيرونو بوليس الواقعة فى وادى الطميلات فى أرض رمسيس (جاسان) عند قدومه من كنعان
وفى رسالة محررة على بردية محفوظة فى دار الآثار النيرلاندية بمدينة ليد أو متحف جامعة ليدن فى هولاندا من كاتب بالحكومة يدعى (كويسر) إلى رئيسه (بيكوتبا) فى عهد رمسيس الثانى يقول فيها (قد أطعت الأمر الذى أصدره سيدى فأعطيت قمحًا للعسكر وللإسرائيليين الذين ينقلون الأحجار إلى حصن رمسيس العظيم تحت ملاحظة (أفمان) رئيس الضباط وأعطيتهم القمح فى  كل شهر طبقًا للأمر الصادر إلىّ)، وهذا يدل على أن بنى إسرائيل كانوا يعملون فى نقل الأحجار لبناء حصن فى مدينة رمسيس 
ويتابع الدكتور ريحان بأن بعض الأماكن في مصر سميت باسم "فيثوم" وهى تحريف من الاسم المصرى القديم "بيت آتوم" المعبود المصرى الشهير، وكان أول من بدأ الجدل حول موقع تل المسخوطة وقرنها بمدينة بيثوم التى وردت فى التوراة الآثارى السويسرى إدوارد نافيل من خلال حفائره بتل المسخوطة، ثم وافقه الآثارى البريطانى بترى على أن تكون تل الرطابى التى تبعد 40كم عن تل المسخوطة على امتداد وادى الطميلات هى بر رعمسيس.
ويرى إريك أوبل أن بيثوم التى وردت فى التوراة فى النسخة القديمة المعروفة بالسبعينية هى هليوبوليس وهى تحريف عن "بر آتوم" فى الهيروغليفية لأن مركز عبادة هذا المعبود كان مدينة عين شمس – هليوبوليس القريبة من وادى الطميلات، ولذلك اهتم سيتى الأول ورمسيس الثانى بالمدينة وبنوا فيها الكثير من المخازن ومعبدًا ضخمًا ويحيط بالجميع سور ضخم من الطوب اللبن سمكه 15 قدم، وخالف هذا الرأى ردفورد موضحًا أن هليوبوليس نفسها باعتبارها منبع المعبود آتوم والمقر الرئيسى لعبادته لم تكن تذكر يومًا بإسم "بر آتوم" فى النصوص المصرية القديمة. 
وبخصوص اليهود يشير الدكتور ريحان إلى أنهم هم أتباع موسى عليه السلام الذين كانوا يتحاكمون إلى التوراة فى زمانهم، واليهود من الهوادة وهى المودة والتوبة أو التهود كما فى قوله }إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ{ وسموا بذلك لتوبتهم، وقيل لنسبتهم إلى يهوذا الابن الأكبر ليعقوب عليه السلام، وقال أبو عمرو بن العلاء أنهم يتهودون أى يتحركون عند قراءة التوراة.
وكلمة يهودى كلمة عبرية مشتقة من يهودا ويفيد اللفظ السامى القديم "ودى" الاعتراف والإقرار والجزاء وكلمة "يهوه" تعنى الرب "دى" تعنى الشكر ويرجح أن تكون تسمية اليهود بذلك بعد توبتهم عن عبادة العجل أى فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

 

 

 

IMG-20220524-WA0043
IMG-20220524-WA0043
IMG-20220524-WA0044
IMG-20220524-WA0044