ألزمت حركة طالبان جميع النساء في أفغانستان بغطاء الوجه في الأماكن العامة، كما فرضت على المذيعات والإعلاميات غطاء الوجه، وهددت القنوات والصحفيات حال التخلف عن تنفيذ قرار الحركة، ما هددت بعقاب الرجال في حال خروج إحدى أفراد الأسرة دون الالتزام بالقرار، وذلك وفق ما تناقلته وكالات أنباء عالمية.
وتشدد الحركة الرقابة على التزام النساء بقرارات الحظر، كما وجهت بإزالة الإعلانات التي تحتوى على صور النساء، وتأتي قرارات الحركة خلافا لما شاع عنها بعد الانسحاب الأمريكي، خاصة وأنها التزمت بانفتاحها على العالم.
وقالت الدكتورة مريم الدزيري، الباحثة في مجال الأدب القديم وأدب التصوف، إن حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان طلبت من محطات التلفزيون التأكد من أن المذيعات يغطين وجوههن على الهواء، وهذه الخطوة تأتي بعد أيام من أمر السلطات النساء بارتداء البرقع مرّة أخرى في الأماكن العامة.
وأضافت "الدزيري" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الجماعات الإسلامية في أفغانستان لن تكتفي بهذه الأوامر، وقريبا ستختفي صورة المرأة كليا متى ما تمكنوا من الحكم أكثر وحصلوا على الدعم المناسب؛ لتعود المرأة الأفغانية مقهورة ترتدي لباسًا لا علاقة له بالإسلام. ورويدا رويدا ستحرم من التعلم، ليصنعوا جيلا من النساء لا يعرف شيئا حتى يتحكموا بهن كما يجب وهذا كلّه كما يدعون دوما تحت مسمى الإسلام، والدين برئ منهم ومن شذوذهم الفكري المتخلف.
وأكدت الباحثة في الأدب الصوفي، أن قرارات الحركة تستهدف تحجيم دور المرأة وقهرها، فما تتعرّض له المرأة الأفغانية اليوم من اعتداء على حريتّها وسلبها كرامتها والتحّكم حتى في لباسها، لا يمّت إلى الإسلام بصلة، فمن وصايا الرسول الأكرم هي عبارته الشهيرة "استوصوا بالنساء خيرا".
وتابعت: “لطالما كان الإسلام دين الوسطية والرفق واللين والتسامح، فكيف لهذا الدين أن يدعو إلى الظلم وفرض الأوامر على الناس بالقوّة وخاصّة النساء لاعتقادهم أنّه الكائن الأضعف”.
وتابعت : "لأنّ حجّة الجماعات الإسلامية واهية ومتخلّفة يستندون إلى الدين ليضفوا شرعية على قرارتهم المتخلّفة والتي ستعيد بلدانهم إلى التخلّف والجهل. وهم يسعون إلى ذلك بكل جهدهم، الغاية هي تحطيم الأوطان ومدنيّة الدولة.
سياسة
باحثة في الأدب الصوفي: قرارات طالبان تستهدف قهر المرأة وتحجيم دورها
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق