وصف الدكتور محمد عثمان عبد الجليل، أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، القرارات التي اتخذتها حركة طالبان، الحاكمة لأفغانستان حاليا، بأنها "ردة عن التعهدات الأولى" التي قطعتها على نفسها، إبان سيطرتها على الحكم قبل شهور.
وقررت حركة طالبان فرض ارتداء النقاب على السيدات في الأماكن العامة، وحتى المذيعات بالتليفزيون، وأيضا فرض إعفاء اللحى على الرجال، وهو ما أثار حالة من السخط، وأبدت بعض المذيعات تمردهن على القرارات.
وأوضح عبد الجليل، أن قرارات طالبان، لن تكون ذات تأثير يذكر على الموقف الدولي منها، إلا إذا سعت الحركة لتصدير فكرها إلى الخارج.
وقال عبد الجليل: "موقف حركة طالبان، يؤكد أنها مازالت محتفظة بالأيدولوجيا المتشددة الخاصة بها، وأنها لا تنوي أن تنتهج أسلوبا مدنيا في الحكم، وأن فترة الكمون الماضية لم تكن سوى استكانة فرضتها ضرورات المصالح، بعد توليها الحكم في البلاد.
وأشار أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، إلى أن مستقبل علاقات طالبان بالمجتمع الدولي، لا يرتبط كثيرا بما تتخذه من إجراءات داخلية، مضيفا: "لم نر المجتمع الدولي ينتفض لحماية شعب من السلطة الحاكمة له، إلا إذا تعارض سلوكها مع ما تتخذه هذه السلطة من قرارات بحق شعبها".
وتابع: "الشرط الوحيد في رأيي لتحرك المجتمع الدولي ضد طالبان، هو أن تتهدد مصالحه في آسيا، بسبب نظام حكم طالبان، أو أن تسعى الحركة إلى تصدير فكرها لمجتمعات أخرى، موالية للعالم الغربي".
ولفت عبد الجليل إلى أن العالم كله يدرك أنه لا يمكن توقع أن تتحول طالبان إلى نظام حكم مدني علماني، ولا حتى إسلامي معتدل، لكن المطلوب منها سيبقى هو عدم تنغيص الأمن الإقليمي والعالمي، وهذا هو التعهد الوحيد، الذي لن تبقى طالبان إذا أخلت به، خاصة في ظل الظرف الراهن عالميا، الذي يواجه في كوكب الأرض تحديات لم يسبق لها مثيل.
وأتم عبد الجليل بالقول: "قبل قرار فرض النقاب على النساء، أعلنت طالبان إغلاق المدارس الثانوية لتعليم البنات، ولم يتحدث أحد في العالم عن ذلك، وهو ما يدل على أن الأمر لا يعني أحدا، وأن طالبان حددت نهجا تسير عليه، مطبقة مبادئها المتشددة".
سياسة
عبد الجليل: قرارات طالبان الأخيرة "ردة خطيرة" على تعهداتها
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق