حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي من تفاقم أزمة الغذاء العالمية ما لم يتم فتح ميناء "أوديسا" الأوكراني.
وقال بيزلي - أثناء حديثه في حلقة نقاش بمنتدى الاقتصاد العالمي بدافوس، وفقا لما نقلته شبكة (سي إن إن) الأمريكية، اليوم الإثنين، "إن العالم يواجه حاليا مشكلة بشأن أسعار المواد الغذائية، ولكن مع مسائل متعلقة بالسماد وإنتاج الغذاء، فمن الممكن جدا أن يكون لدينا مشكلة في توافر الغذاء"، مؤكدا أنه إذا لم يتم فتح ميناء أوديسا، فإن ذلك سيضاعف المشكلة.
وأضاف أن هناك 49 مليون شخص في 43 دولة "يطرقون باب المجاعة"، وسيواجه العالم مجاعة وعدم استقرار وهجرة جماعية إذا لم نتجاوزالمشكلة.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أنه في ظل التركيز على العمليات الروسية والجهود الفورية لمساعدة الأوكرانيين على القتال، تم التغاضي عن أزمة أخرى، وهي استمرار أوكرانيا في "إطعام العالم".
وقالت الصحيفة "إن أوكرانيا تمتلك مساحات مذهلة من الأراضي الزراعية الأكثر إنتاجية في العالم، إلا أنها في حالة حرب، وتقريبا كل من يستطيع القتال يخوض المعركة الآن، في حين أن كل من استطاع إنقاذ أطفاله وكبار السن من القصف لاذ بالفرار من البلاد، وكل من تبقي في هذه الدولة يعمل على إبقاء أوكرانيا وصناعاتها تعمل قدر المستطاع".
وأضافت أنه منذ حصاد العام الماضي، لا تزال أوكرانيا تمتلك في صوامعها ما يقرب من 30 مليون طن من الحبوب، فعلى الرغم من العمليات الروسية والقصف ونقص العمالة والعديد من الحقول التي يتعذر الوصول إليها أو الملوثة بالذخائر غير المنفجرة وأنقاض المعركة، يمكن أن يجلب حصاد هذا العام مزيدا من الملايين. كما تعد أوكرانيا مُصدرا رئيسيا للذرة وزيت عباد الشمس وبذور اللفت ودهون نباتية أخرى، مشيرة إلى أن نصف الحبوب التي يستند عليها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تأتي من أوكرانيا.
وأكدت الصحيفة أن كل هذه المنتجات مطلوبة عالميا وليس هناك بديل، إذ بات من الواضح أن نقص البضائع الأوكرانية سيشعر به الجميع حول العالم، لافتة إلى أن التأثير لن يكون متساو في كل البلاد، ففي أمريكا والدول الأوروبية مثل ليتوانيا أو ألمانيا، ستظل البضائع متاحة مع ارتفاع الأسعار، ولكن ربما ستعوض المساعدة الحكومية التكلفة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفا في المجتمع.
وبينت أنه في بلدان إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، حيث يزداد الاعتماد على الواردات الغذائية، سيتأثر السكان بشكل أكبر من حيث الندرة واحتمالية ارتفاع الأسعار لما هو متاح، أما في مناطق الصراع فسيواجه الأكثر ضعفًا احتمالا أسوأ وهو حالة "العجز".
ورأت الصحيفة أنه في الوقت الحالي، تؤثر العمليات الروسية في أوكرانيا على الإنتاج بدرجة أقل بكثير من تأثيرها على النقل، إذ تصدر أوكرانيا الكثير من المواد الغذائية، ولديها بنية تحتية مصممة خصيصا للتعامل مع هذا الحصاد والتصدير، ويتركز الكثير من ذلك في موانئ أوكرانيا المحاصرة.
ورأت الصحيفة أن الطريقة الوحيدة لإعادة الغذاء الأوكراني بالكامل إلى الإمدادات الغذائية العالمية، هي السماح لأوكرانيا باستخدام ميناء "أوديسا" للصادرات الزراعية.