السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

جدري القرود يثير الذعر في العالم.. أطباء: لم يظهر في مصر.. ويؤكدون: انتشاره محدود في باقي الدول.. وأستاذ باطنة: ضعف العضلات والطفح الجلدي أبرز أعراضه

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يفق العالم بعد من أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، ليصطدم بمرض نادر ظهر في عدة دول، وهو ما يعرف بـ«جدري القردة»، وهو أحد أنواع سلالة الجدري، نادر الحدوث لدى البشر، إلا أن انتشاره يمتد في دول الغرب والمحيط الهادئ في الفترة الأخيرة.

تم اكتشاف مرض «جدري القردة»، في دول غرب ووسط إفريقيا، وانتشر بعدها في أمريكا وبريطانيا، ودول أخرى ككندا ونيجيريا، عندما يلمس شخص ما في هذه المناطق حيوانًا يحمل الفيروس، فينتقل الفيروس من نوع إلى آخر، والذي يظهر على شكل طفح جلدي اولًا وبعدها يتحول الى بثور وتشققات.

هناك نحو 80 حالة مؤكدة مصابة بمرض «جدري القردة» في 11 دولة، منها المملكة المتحدة التي لم يكن متوقع ظهوره فيها، حيث أن الموطن الطبيعي للفيروس هو الحيوانات البرية، ويُعتقد أنها القوارض وليس القرود، ينتشر المرض عبر الاتصال الجنسي ويسبب ظهور طفح جلدي في معظم الحالات على أعضائهم التناسلية والمنطقة المحيطة بها.

أعراض جدري القردة وطرق انتشاره

جدري القرود.. «الصحة» توضح أعراض وطرق الوقاية من المرض الجديد | المصري اليوم

 

تتضمن أعراض جدري القرود، الحمى، والصداع، والانتفاخ، وآلام الظهر، وآلام العضلات، والخمول، وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة يظهر طفح جلدي بداية من الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنه يكون في أغلب الأحيان في راحة اليدين وباطن القدمين، وتختفي العدوى دون تدخل طبي بعد أن تستمر الأعراض ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

ينتقل المرض إلى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس، وقد يدخل الفيروس الجسم عن طريق تشققات البشرة، أو المجرى التنفسي، أو عبر العينين، أو الأنف، أو الفم، كما يمكن أن ينتقل من حيوان مصاب، مثل القرود والجرذان والسناجب، إلى الإنسان أو من أسطح وأشياء ملوثة بالفيروس مثل الفراش والملابس، ولا يوجد علاج لجدري القرود، لكن يمكن الحد من انتشاره من خلال بعض القيود التي تحول دون انتقال العدوى، فهناك لقاح مضاد لجدري الماء ثبتت فاعليته بنسبة 85% في الحيلولة دون الإصابة بالمرض، ولا يزال يستخدم أحيانا.

الاختلاط المباشر وسيلة انتقال المرض 

 

كشف رئيس المجموعة الاستشارية الإستراتيجية والتقنية لمنظمة الصحة العالمية «ديفيد هيمان»، أن تدابير مثل العزل والنظافة إلى جانب التطعيم من شأنها الوقاية من الإصابة بالفيروس، مضيفا أن الاختلاط المباشر هو الوسيلة الرئيسية لانتقاله، ويعد جدري القرود مرضا معديا عادة ما يكون خفيفا، وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط قارة أفريقيا، موضحًا أن المنظمة تعمل على تقديم المزيد من التوجيهات والإرشادات للدول بشأن كيفية الحد من انتشار جدري القرود، وسط مخاوف من احتمال زيادة عدد الإصابات خلال فصل الصيف.

وقال «هيمان»، إن المفهوم العملي لمنظمة الصحة العالمية المعتمد على الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن هو أن التفشي الحالي ناجم عن الاتصال الجنسي، فعلى سبيل المثال يكون الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى معرضين للخطر، وكذلك العاملون الصحيون وهذا هو السبب في أن بعض الدول بدأت في تطعيم الفرق التي تعالج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري.

«الصحة» تؤكد عدم انتقاله عبر الهواء 

كشفت وزارة الصحة والسكان عن تعريف للجدرى القرود، مؤكدة أنه يعد الفيروس المتسبب فى جدرى القرود، وهو قريب جدا من الفيروس المسبب للجديرى الذي يصيب الإنسان ولكنه أقل فتكا وأقل قابلية للانتقال، موضحة أنه تم اكتشاف المرض لأول مرة فى قرد المختبرات عام 1958 ومن هنا جاءت تسمية المرض بهذا الاسم، مضيفة أن جديرى القرود لا ينتشر بسهولة ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، ولكن عن طريق مخالطة المصابين بالفيروسات لفترات طويلة، وهو ما يرجح عدم تحوله لجائحة، ويسبب المرض أعراض تشمل ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدى.

عز العرب" يطالب السيسي بإلغاء تحويل معهد الكبد لعزل مصابي كورونا: قرار غير حكيم بالمرة (خاص) | أهل مصر
الدكتور محمد عز العرب

نصائح طبية

وبدوره، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار العلمي للمركز المصرى للحق في الدواء، إن مرض الجدري لم يأخذ شكل الجائحة حتى الآن فهو لم يتعدى الإصابة به نحو 100 حالة مصابة، ولكن حذرت منظمة الصحة العالمية لزيادة الوعي والتوعية بالمرض وأعراضه وأسباب الإصابة به، مشيرًا إلى أنه من ضمن أعراضه السخونية وآلام البطن وضعف العضلات والإرهاق الشديد وتضخم في الغدد اللمفوية والطفح الجلدي وتحولها لصديد ثم التقشير والتشقق. 

ويواصل عز العرب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن انتشار الطفح الجلدي يبدأ بمنطقة البطن ثم الجسم كامل وخاصةً اليدين والقدمين، ويمكن انتشار المرض من خلال الراذاذ والعلاقات الجنسية، وهو مرض بين الحيوانات ولكنه ينتقل إلى البشر تم اكتشافه لأول مرة عام 1958، وأصيب به أول شخص في عام 1970، مشددًا على ضرورة اتباع الاحتياطات الطبية المعتادة وخاصةً داخل عيادات الجلدية، فحتى الآن لم تظهر حالة واحدة مصابة بالمرض في مصر، وفي حالة ظهوره لابد من التوجه إلى مستشفي الحميات والعزل التام، فإن العدوى قليلة جدًا عالميًا، ولكن لابد من الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب انتشاره أو الإصابة به.

وأكد، على ضرورة فحص القادمين من الخارج والتأكد من عدم إصابتهم بالمرض لتفادي انتشاره وانتقاله من شخص لآخر، وخاصةً المتعاملين مع الحيوانات البرية، وأخذ الإجراءات الطبية الاحترازية مثل غسل الأيدي باستمرار وارتداء القفازات والكمامات والحرص على النظافة الشخصية. 

هاني الناظر: لم يتم رصد أي حالات مصابة بجدري القرود في مصر
الدكتور هاني الناظر

كما يوضح الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، أنه لم يتم رصد أي حالات إصابة بجدري القرود في مصر حتى الآن، وما تم رصده في بعض الدول الأوروبية وأمريكا من حالات مصابة محدود، مشيرًا إلى أن الفيروس المسبب لجدري القرود من نفس عائلة فيروسات الجدري وجدري البقر والجديري، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الجهاز التنفسي، أو الاغشية المخاطية، أو الجلد عند التلامس المباشر مع الإنسان المصاب، أو ملابسه، أو أدواته الشخصية، خاصة إذا كانت هناك جروح في الجلد.

وتابع الناظر، من خلال حسابه الرسمي على «فيسبوك»، أن المرض قد ينتقل من القوارض، مثل: الفئران، ومن القرود المصابة، مشيرًا إلى أن الأعراض تبدأ بارتفاع في درجات الحرارة مع صداع وتكسير وإرهاق عام والتهاب في الغدد الليمفاوية، ويعقب ذلك ظهور طفح جلدي على هيئة حبوب حمراء تتحول إلى فقاقيع مائية، ثم بثور صديدية، ويستمر نحو عشرة أيام، قد تزداد لتصل إلى 20 يومًا في بعض الحالات، مؤكدًا أن أغلب الإصابات تنتهي بالشفاء إلا حالات نادرة قد يؤدي المرض فيها إلى الوفاة، وخلال فترة المرض يطالَب المريض بالراحة التامة مع تناول السوائل والمسكنات ومضادات الهيستامين، والأدوية المقوية للمناعة، والكريمات الموضعية المطهرة، مشددًا على استخدام المطهرات المنزلية، لما لها من فاعلية في الحماية من الفيروس.