عطاء إنساني لا ينضب وظهر جليا في وده وحبه للكثيرين من الوسط الفني وخارجه
قدم ٣ ألبومات غنائية أنتجها لنفسه وأشهر أغنياته "حلوة الدنيا سكر" و«هاتروق وتحلى»
طاف محافظات مصر والدول العربية وأحيا حفلات وأفراح وكان يتم تحديد مواعيد الأفراح بناء على جدوله
تفرد الفنان الكبير الراحل سمير صبرى بمواهبه المتعددة وإجادته لها جميعا فكان له بصمة خاصة في كل ما يقدمه نظرا للثقافة الواسعة التي يتمتع بها وعلاقته الجيدة بالعديد من كبار نجوم الفن والإذاعة والغناء الأمر الذي أثرى عقله وعقل متلقي فنه من الجمهور، وتمتع الراحل أيضا بقدرة ملهمة من العطاء الإنساني ظهرت جليا في وده وحبه للكثيرين من الوسط الفني وخارجه، كان صوت البهجة الذي يشع تفاؤلا، مقبلا على الحياة، مصدرا للحب.
لم يأتي حب سمير للموسيقى من فراغ، فتربى في عائلة موسيقية، وكانت والدته عازفة بيانو ووالده عازف عود، ووصف الراحل تلك الحالة بينهما بـ"البيانو هو الصفاء والعود هو الطرب"، ذلك في لقاء مع المذيعة صفاء أبو السعود.
قدم صبري خلال مسيرته الفنية ٣ ألبومات غنائية أنتجها لنفسه، وكان أول ألبوم غنائى يقدمه عام ١٩٨٠، بعنوان «سهرة هذا المساء»، ومن أشهر ألبوماته التى حققت نجاحا كبيرا ألبوم يوم الخميس، وتضمن ٨ أغانى منها «يوم الخميس»، و«أهلا بالحب» و«مبروك يا عريس» و«صلوا على النبي» و«عقبال عندكو» و«ليالى زين وملاح» و«هاتروق وتحلى» وهو كان ألبومًا مخصصًا للأفراح.
وحرص «سمير» على دمج مواهبه المتعددة خلال أعماله التى يقدمها للجمهور، ففى برنامج «كان زمان» الذى قدمه عام ١٩٩٧ قدم العديد من الأغاني.
وقدم الراحل أيضا عددا من الأغانى خلال الأفلام السينمائية التى شارك بها منها: الأفلام «إنذار بالقتل»، «علاقات مشبوهة»، «فى الصيف الحب جنون»، «اقتل مراتى ولك تحياتي»، «رحلة الأيام»، «جحيم تحت الماء»، وفى فيلم «العيال الطيبين» قدم أغنية «أنا إيه حكايتي»، وخلال أحداث فيلم «فى الصيف لازم نحب» قدم سمير أوبريت بعنوان «فى حاجة حصلت»، وفى فيلم «البحث عن فضيحة» قدم أغنية «اللى شافونا حسدونا». وفى عام ١٩٧٢ قدم أغنية بهواه فى فيلم «الشيطان امرأة»، وفى فيلم «حب وكبرياء» قدم أغنية «البنات»، وخلال فيلم «عودة أخطر رجل فى العالم» قدم أغنية «حبيت ووفيت»، وقدم صبرى ديو غنائيا مع الفنانة شادية بعنوان «سكر حلوة الدنيا سكر» فى فيلم «نص ساعة جواز».
وبدأت قصة أغنية "سكر حلوة الدنيا سكر" عندما طلب المخرج فطين عبد الوهاب من سمير صبري أن يرقص ضمن أحداث الفيلم مع الفنانة شادية، بغرض إثارة غيظ الفنان رشدي أباظة، وأن يذهب للأستوديو لمشاهدة والاستماع للموسيقى التي سيرقص عليها وكان يتواجد وقتها الملحن بليغ حمدي وفرقته الموسيقية.
وأيضا من خلال الفوازير قدم سمير عددا من الأغانى فى عام ١٩٩٤ مثل فوازير إحنا فين، وفى عام ١٩٩٧ قدم فوازير مشاهير الدلتا.
وكان يحب سمير صبرى تعريب الأغانى الأجنبية الناجحة منها أغنية Avec les filles je ne sais pas التى قدمها المغنى الفرنسى فيليب لافى عام ١٩٧٠، وغناها سمير فى بداية فيلم حب وكبرياء مع نجلاء فتحى باسم «محتار أنا ويا البنات» وكان ومضمون الأغنية العربية نفس كلمات الأغنية الفرنسية.
ولقب سمير صبرى بملك الأفراح وروى السبب وراء ذلك اللقب خلال لقائه مع الإعلامى عمرو الليثى فى برنامج «واحد من الناس»، وقال: سبب هذا اللقب عمار الشريعى عندما ذهبت معه لفرح وكنت دائم التواجد مع عمار فى بيته وكان يأتى منير والأبنودى وكبار النجوم، وقال عمار فى الفرح سمير صبرى بيغنى معانا أغنية فى البيت وكانت أغنية الغراب يا وقعة سودا جوزوه أحلى يمامة، وبالفعل غنيتها فى الفرح ولقيت واحدة ست جت قالتلى أنت بتقول على ابنى غراب دى العروسة هيا اللى حداية، وحدث خلاف بين أم العريس والعروسة وروحت لعمار قلتله هتحصل خناقة.
وتابع سمير صبرى: بعد ذلك كنت أتواجد وأقدم الأفراح وأتعرف على شخصية أم العريس والعروسة وأصبحت مشهورا جدا فى هذا الأمر والجميع يتمنى حضورى وتقديم الأفراح لأنى أعطى البهجة ومن هنا جاء لقب «ملك الأفراح».
وفي لقاء بين الفنان الراحل والفنانة إسعاد يونس قال "أغنية يا ولاد بلدنا يوم الخميس كانت بتاعة محمد فوزي وأنا أشترتها منه وضيفت في الأفراح أغاني تانية من أفلامي".
كانت علاقة صبري بالموسيقيين داعمة له في مسيرته، وفي بداية غنائه بالأفراح كان متخوفا من ردود فعل الجمهور، لكن الموسيقار عمار الشريعي شجعه، وقال صبري عن تلك المرحلة في أحد اللقاءات التليفزيونية، وقتها كنت بفتكر نصايح الموسيقار محمد عبدالوهاب ليا لما قالي متلتفتش لأي حد يحدفك بأي طوبة.. امشي وكمل في طريقك.
طاف الراحل بين محافظات مصرية والدول العربية وأحيا حفلات وأفراح، وأصبح له مكانة متميزة حتى أن بعض مواعيد الأفراح كان يتم تحديدها بناء على جدوله، كان طاقة إيجابية تدخل السرور والبهجة على القلوب، لتصبح خلطة سمير صبري أكسير السعادة.
