تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر المصري أحمد فؤاد، الذي يعد احد اهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثوار الكلمة واسم بارز في الفن والشعر العربي، التي لا تزال اشعاره وكلماته تلهب المشاعر، حيث تمزج بين المأساة والكوميديا، الذي عانى في بداية حياته، ولكن يدين لها بالكثير، حيث استلهم قصائده التي وضعته في قمة تاريخ شعر العامية المصرية.
ولد الشاعر أحمد فؤاد نجم في 22 مايو سنة 1929م، في قرية "كفر ابو نجم" بمدينة ابو حماد، محافظة الشرقية لأب يعمل بالشرطة وأم فلاحة من الشرقية،والتحق في بداية حياته بالكتاب كعادة القرى، ثم توفي والده وانتقل الي بيت خاله بالزقازيق، وبعد ذلك إلتحق بملجأ للأيتام، والذي قابل فيه عبدالحليم حافظ، وانتقل بعد ذلك الي منزل شقيقه، ولكنه طرده ليعود منكساً راسه الي قريته مرة اخرى.
تزوج أحمد فؤاد نجم العديد من المرات، وله ثلاث بنات هن عفاف، ونوارة، وزينب، أولى الزيجات كانت من فاطمة منصور أنجب منها عفاف، وأشهرها زواجه من الفنانة عزة بلبع والكاتبة صافيناز كاظم.
تورط نجم خلال عمله في السكك الحديدية، عندما شاهد الضباط والمديرين ينقلون معدات وقطع غيار لبيوتهم، فاعترضهم وتم إتهامه بجريمة تزوير لاستثمارات، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في سجن"قره ميدان"، والتقى بالكاتب الروائي عبدالحكيم قاسم، وأصبح عضداً له.
لقب نجم بـ"الفاجومي"، وسجن عدة مرات،ولكن لم يؤثر سجنه عليه سلباً لكنه كان باباً بالخير علي الفاجومي، ويعد الشاعر الجماهيري الشعبي، وعمل في معسكرات الجيش الانجليزي متنقل بين مهن كثيرة، فعندما ذهب الي فايد التقى بعمال المطابع الشيوعيين وكان حيذاك عمل علي نفسه حتي تعلم القراءة والكتابة، واشترك مع الآلاف من المظاهرات التي احتاجت مصر سنة 1936م.
صدرت أوامر بسجن نجم والشيخ إمام بعد انتشار اغنيتهما التي تهاجم النظام الحاكم عقب نكسة 1967م، كان ذلك في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وصدر الحكم عليهما بالسجن المؤبد، ولكنهما خرجوا بعد وفاته.
وعاد نجم للسجن مره اخري سنة 1981 م في بيت باحثين علميين فرنسيين، اللذين عقدا مؤتمراً في باريس نشرته جريدة لوموند الفرنسية اعلنا فيه أنهما تعرضا للتعذيب في سجن القلعة، وقالا أيضا أن نجم تعرض للتعذيب في سجن طره، بينما كان نجم قابعا في السجن ممتنعا عن الطعام حتي يتم الإفراج عنه.
كان صدور ديوانه الأول هو المناسبة التى تعرف فيها على الشيخ إمام عيسى، والتفت حولهما مجموعة من الشعراء والفنانين والمثقفين، وجدوا فيما يقدمانه فنا جيدا يستلهم الموروث الشعبى فى الشعر والموسيقى، وخلالها كتب نجم، عددا من القصائد لحنها إمام، كان من بينها على حسب واد قلبى، وعصفور وصياد، وأبوك السقا مات، والحمام الإمرى.
وبعد ديوانه الأول انطلق "نجم" إلى براح الشعر، ليكون أحد رموز عاميته الكبار، معبراً به عن أوجاع الوطن، لا يخشى فى ذلك سيف السلطة، ولا يخضع لإغراءاتها، ولا يستجيب لنداهتها، ولهذا كان ضيفا على سجون عبدالناصر، رغم حبه له كزعيم انحاز للفقراء، وسجون السادات الذى قال فيه هجائيات كثيرة، وبين أحضان البسطاء عاش حياته.
كان نجم شاعراً متدفق الموهبه، الف العديد من القصائد وكون مع عازف العود والملحن الشيخ إمام ثنائياً شهيراً في كتابة وتلحين وغناء العديد من الاغنيات، اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء، كما فاز بجائزة الأمير كلاوس الهولندية وهي من أرقى الجوائز في العالم ولكن وافته المنية قبل استلامها ببضعة أيام وحصل على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي، في 19 ديسمبر 2013 وبعد وفاته منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
توفي أحمد فؤاد نجم عن عمر يناهز 84 عاما من صباح يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 وتم تشيع الجثمان من مسجد الحسين بمدينة القاهرة.