اختتمت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، فعاليات الدورة التدريبية لدعم قدرات الأئمة الوافدين من الناحية العلمية والبحثية في التعامل مع القضايا المجتمعية الشائكة والتغيرات المعاصرة انطلاقًا من مسئولية الأزهر الشريف لتأمين المجتمعات فكريًا وسلوكيًّا، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الدين الإسلامي، وسعيًا للرد على الشبهات التي تُثار حول الإسلام ومصادره ورموزه وتشريعاته وحضارته وتاريخه العريق.
وقال د. نظير عيّاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن مثل هذه الدورات التخصصية تمثل أهمية لكل إمام وداعية لأجل بحث القضايا المعاصرة التي تتلاءم مع التحديات الموجودة بعيدًا عن النمطية وإهمال الواقع، وكمرحلة متقدمة في إعداد وتأهيل الأئمة خاصة الوافدين، حيث تعكس هذه البرامج العلمية دور الأزهر ورسالته العالمية في دعم الجهود الدعوية لمواجهة الأفكار المنحرفة.
وأضاف الأمين العام أن دورة "منهجية الرد على الشبهات" هي إحدى البرامج المقدمة من الأكاديمية وتهدف إلى تأهيل الدعاة الوافدين وتدريبهم على كيفية تطبيق المنهجية العلمية في تحرير المسائل العلمية، وتفنيد شبهات المشككين، وتحديد أساسيات الشبهة وأسبابها وآليات الرد عليها، من خلال الجمع بين المنقول والمعقول، والتعرف على المفاهيم العقلية والنفسية المرتبطة بالشبهات والرد على مثيريها، مهما تعددت وتنوعت مجالات تلك الشبهات ما بين شبهات تُثار حول القرآن الكريم والسنة، أو حول التشريع الإسلامي وأحكام الفقه في جوانب العبادات والمعاملات والحدود والجنايات والأحوال الشخصية، أو الرد على الشبهات المتعلّقة بالعقيدة في باب الإلهيات والنبوات والسمعيات، أو الشبهات التي تثار حول الصحابة الكرام، والتاريخ والحضارة الإسلامية، أو الشبهات المتعلقة باللغة العربية وآدابها وبلاغة اللفظ القرآني الكريم.
وأشار د. حسن الصغير رئيس أكاديمية الأزهر، إلى اشتمال الدورة على عدد من ورش العمل التطبيقيّة، التي تُساهِم في تكوين ملكات ذهنية ومهاريّة، حول آليات الردّ على الشبهات وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، فضلًا على اكتساب الأئمة الوافدين مهارات الحوار الناجح والمناظرة المتزنة مع المخالف، والقدرة على اكتشاف مفاتيح الشخصيات الإنسانية وتحديد طرق التحاور والتعامل معها.
وأوضح رئيس الأكاديمية، أن هذه الدورة يحاضر فيها نخبة من أعضاء هيئة كبار العلماء والأساتذة بجامعة الأزهر الشريف، من خلال اعتماد آلية "التدريب والتعلم عن بعد"، بنوعيه المتزامن وغير المتزامن؛ حرصًا على سلامة المشاركين في البرنامج التدريبي، في ظل جائحة كورونا.