بين الإنسان والحيوان علاقة وثيقة منذ عقود طويلة، وأهم ما ظهر فى السنوات الأخيرة هى الشراكة فى المرض فيما بينهم، منها ما هو مرض قديم ومنها ما هو مستحدث، وقد زادت هذه الأمراض مع النمو السكانى وهجرة الحيوانات البرية.
أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا خطيرًا مع اكتشاف ٤ حالات أخرى من جدرى القرود فى المملكة المتحدة، وهو فيروس موجود عادة فى وسط وغرب أفريقيا، ويمكن أن ينتقل عن طريق التلامس والتعرض للقطرات عبر الزفير.
وأضافت المنظمة، أن الأعراض يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة، ويمكن أن تشمل آفات قد تكون شديدة الحكة أو مؤلمة وأبرزها جدرى القرود هى الطفح الجلدى الذى يبدأ فى الظهور فى الوجه ثم ينتقل إلى باقى أجزاء الجسم وتتضمن أيضا الحمى، والصداع، والانتفاخ، وآلام الظهر، وآلام العضلات، والخمول.
وينتقل المرض من حيوان مصاب، مثل القرود والجرذان والسناجب، إلى الإنسان أو من على الأسطح والأشياء الملوثة بالفيروس مثل الفراش والملابس. ولا يوجد علاج لجدرى القرود، لكن يمكن الحد من الانتشار من خلال بعض القيود التى تحول دون انتقال العدوى وهناك لقاح مضاد لجدرى الماء ثبتت فاعليته بنسبة ٨٥ فى المئة فى الحيلولة دون الإصابة بالمرض.
ويوجد العديد من الأمراض التى تتسبب بها الحيوانات فيما يلى نذكر أهمها وأكثرها انتشارا:
جنون البقر، عاد المرض بعدما اختفى من العالم ليضرب دولة البرازيل من جديد، والخوف منه ليس فى أنه يصيب البقر فقط بل إنه يمتد لينتقل إلى الإنسان، وتعد البرازيل من أكبر الدول التى تصدر لحوما وعجولا إلى العديد من الدول ومن بينها مصر.
وتم اكتشاف مرض جنون البقر لأول مرة فى المملكة المتحدة فى الثمانينيات ويصيب الجهاز العصبى المركزى عند البقر وتعانى الماشية المصابة بالمرض من تنكس تدريجى للجهاز العصبى وتموت الماشية المصابة ولا يوجد حاليًا العلاج الوقائى، بما فى ذلك اللقاح.
يتسبب هذا المرض فى تغييرات سلوكية وحركات لا إرادية وتهيجات للبقر، وينتقل للإنسان فى حال تناول الشخص لحم الأبقار المصابة بالمرض ويتسبب فى وفاة البشر.
إنفلونزا الخنازير أوH١N١.. هو الاسم الإكلينيكى الرسمى لهذا المرض فهو يتشابه مع أحد الفيروسات التى تحملها الخنازير، وينتشر بنفس طريقة الإنفلونزا الموسمية من خلال الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين، كما تنتقل العدوى أيضًا من خلال السعال والعطس، وعند مشاركة المشروبات وأدوات المائدة مع المصابين بهذا المرض المُعدى وأعراضه هى آلام العضلات والإجهاد وفقدان الشهية والتهاب الحلق السعال الحمى وسيلان الأنف والإسهال أو القيء والصداع وضيق فى التنفس.
إنفلونز الطيور.. ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه مرضٌ شديد العدوى، يصيب الطيور البرية والدواجن، مع حالات من العدوى. وأوضحت المنظمة أن مصر البلد الأكثر تضرراً فى إقليم شرق المتوسط، حيث ظل المرض متوطناً، وأعراض العدوى تشمل السعال وأوجاع العضلات وسيلان الأنف والتهاب الحلق، وقد تؤدى مضاعفة الالتهاب الرئوى إلى مرض وخيم والوفاة.
وذكر الدكتور ناصر أحمد، رئيس قسم الجراحة بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة فى مقال له، عن الأمراض الأخرى المشتركة بين الإنسان والحيوان وهى، البروسيللا والتى تكون على عدة أنواع تأتى من الأغنام والماعز والأبقار والكلاب والخنازير عن طريق شرب الحليب غير المبستر أو تناول اللحوم النيئة أو ملامسة الجروح لدى الحيوانات.
إضافة إلى مرض داء الكلب أو السعار والذى ينتقل عن طريق لعاب الكلب إذا قام بعض الشخص، ومرض السل البقرى، والذى يسبب السل والدرن الرئوى للإنسان عن طريق شرب الحليب مباشرة دون غليه أو بسترته خاصة اذا كانت البقرة مصابة بالمرض والذى بدوره يؤثر على الإنتاج الحيوانى، ومرض حمى الأرانب والذى ينتقل عن طريق بعض الحشرات والقراد وتناول لحوم الأرانب أو الغزلان البرية غير المطهوة جيدا، وغيرها من الأمراض الأخرى التى يتسبب فيها الحيوان.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية بعض التعليمات للمرضى: على أى مريض أثناء السفر أو عند العودة من منطقة موبوءة يجب إبلاغ أخصائى الصحة، بما فى ذلك معلومات حول تاريخ السفر والتحصين الأخير، ويجب على المقيمين والمسافرين إلى البلدان الموبوءة تجنب الاتصال بالحيوانات المريضة (الميتة أو الحية) التى يمكن أن تؤدى إلى العديد من الأمراض، ويجب عليهم الامتناع عن أكل أو التعامل مع الحيوانات البرية أو لحومها، ويجب التأكيد على أهمية نظافة اليدين باستخدام الصابون والماء، أو المطهرات التى تحتوى على الكحول التركيز على نظافة اليدين.