تواجه العملات المشفرة عاصفة من التراجع منذ تخفيض الفيدرالى الأمريكى سعر الفائدة، واقترب بعض العملات من فقد كامل قيمته، ومنها "لونا المشفرة" التى فقدت نحو 99.6% من قيمتها، كما فقدت عملة "تيثر" قيمتها المربوطة بالدولار مع انهيار سوق العملات المشفرة عن دولار واحد، وهى القيمة التى ترتبط بها العملة المشفرة التى تعد حجر الزاوية فى النظام البيئى للعملات المشفرة وأدى الهبوط إلى المزيد من المخاوف وسط انهيار السوق وهبوط أسعار العملات المشفرة، وفقد سوق العملات 207 مليار دولار من قيمته السوقية فى يوم.
انخفض سعر صرف عملة "تيثر" وهى عملة مستقرة من المفترض أن تكون مرتبطة بالدولار الأميركى بنسبة واحد مقابل واحد، إلى 94 سنتًا يأتى الانخفاض الذى يقل بنحو 6% عن ربطه بالدولار الواحد، وسط انهيار كبير فى العملات المشفرة أدى إلى محو مئات المليارات من السوق، بعد انخفاض عملة مستقرة أخرى "تيرا" التى كانت تساوى أيضًا دولارًا أمريكيًا واحدًا.
من المفترض أن تكون العملات الثابتة ملاذًا آمنًا نسبيًا فى أسواق العملات المشفرة المتقلبة للغاية، ويتم الاحتفاظ على استقرارها من خلال ربطها بأصول أخرى، بما فى ذلك النقود الورقية مثل الدولار والأصول الملموسة مثل الذهب، أو من خلال خوارزميات، برسملة سوقية تزيد عن 80 مليار دولار، تُعد "تيثر" أكبر عملة مستقرة فى العالم وثالث أكبر عملة مشفرة بشكل عام.
وتراجع سعر العملة المشفرة الأشهر "بيتكوين" نحو مستويات شوهدت لآخر مرة منتصف العام الماضي، فى خضمّ تراجعٍ أوسع فى العملات المشفرة وسط هروب عالمى من الاستثمارات ذات المخاطر العالية، ووصلت إلى 28 ألف دولار وسط توقعات بنزلها تحت خط 25 ألف دولار.
وحذر أحمد معطى، خبير اقتصادي، من الاستثمار فى "البيتكوين" والعملات المشفرة ككل، مؤكدًا أن العملات الافتراضية ليست بديل لعملات الدول كما كان يزعمون مؤيديها، فمع كل رفع للفائدة الأمريكية يحدث تراجع فى العملات الافتراضية، فالـ"بيتكوين" نزل من سعر 67 ألف دولار إلى 32 ألف دولار، مشيرًا إلى أنه ما زال هناك 5 اجتماعات للفيدرالى الأمريكى هذا العام، ومتوقع أن يرفع الفائدة الأمريكية خلال كل هذه الاجتماعات، وبالتالى مزيدًا من الهبوط قادم للعملات الافتراضية لثقة البشر فى عملات الدول المركزية بعكس العملات المشفرة.
ولفت معطى إلى أن هناك عدة أسباب وراء تراجع الـ"بيتكوين" منها اتجاه الدول لتقنين العملات الافتراضية، مما قلل من نسبة غسيل الأموال والتهرب الضريبى عن طريق هذه العملات، والتى كانت أحد مصادر قوتها وارتفاعها باعتبارها عملات لا يمكن متابعة مصادرها ولا يمكن للدول التحكم فيها، وساهم فى ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، فالولايات المتحدة وجدت أن الروس يتهربون من العقوبات عن طريق تحويل أموالهم للعملات المشفرة، وبالتالى أمر الرئيس الأمريكى بايدن حكومته بوضع قانون تنظيمى للعملات المشفرة، وهدفه الأساسى مراقبة العمليات التى تتم عن طريق العملات المشفرة، وأصبح تقنين هذا المجال هو مشكلة لمؤيديها بعكس ما كانوا يتحدثون.
وأشار إلى تراجع الثقة فى حيتان هذا السوق منهم إيلون ماسك، الذى كان يوعد مؤيديه أن تصل عملة الكلب "الدوج كوين" لسعر دولار، لكنها تراجعت إلى 12 سنت، بالإضافة لتراجع الثقة فى المجال بالكامل، فمنصة "بايننس" قامت بحظر تعامل السوريين على منصتها، بالإضافة لإرسال بيانات عملائها فى روسيا للولايات المتحدة الأمريكية، ووقف التعامل مع الروس للمعاملات فوق 10 آلاف يورو، وحظر كبار رجال الأعمال الروس وكبار المسئولين بالكرملين من الوصول لحساباتهم على المنصة.
وحول فكرة انتهاء العملات الرقمية، قال "معطى"، إن العملات الافتراضية مستمرة، ولكن أصبحت أخيرا يتم السيطرة عليها إلى حد كبير من الدول.