نعى الشاعرالمبدع أحمد عايد، رحيل الشاعر العراقي الكبير، مظفر النواب الذي وافته المنية اليوم الجمعة، قائلًا: في فترة من حياتي كانت لي صديقة مقربة جدًّا، كانت تلهج بذكر مظفر النواب؛ كانت مهووسة به، وتقدمه علىٰ كل أحد، وكانت بوابة قربي إلىٰ مظفر، كانت تعلق صورته في دولاب ملابسها، وتضع مطبوعات مختارة من شِعره علىٰ حوائط غرفتها. بالطبع كنت أعرفه من قبل أن أعرفها، لكن لم يشغلني إلىٰ هذه الدرجة.
وأضاف صاحب ديوان "كما تصف المياه الغزالة" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، لم يكن مظفر شاعرًا عابرًا، ولن. فلقد استطاع أن يكون صرخةً صريحةً في زمنٍ يداهن شعراؤه.. كان صوت الشعب لا السلطة ولا المثقفين.. صوتًا حقيقيًّا لا يعرف الزخرفة والبهجة، يتقن اللوعة والجعجعة.
وواصل عايد، لم يمت مظفر اليوم، بل مات مرات ومرات.. كثيرون سألوني بعد خبر وفاته.. كنا نظن أنه مات منذ زمن! مات مظفر حين ظلمه مجايلوه وأقرانه. مات مظفر حين أُخفيت قصائده عن أعين الناس. مات مظفر حين تم تجاهله إعلاميِّا مرات. مات مظفر حين مرض ودخل المستشفى ولم يعلم به أحد. لربما يكون في موت مظفر حياة له، فيقرأ الناس شعره كردة فعل علىٰ كل هذا التجاهل الرسمي. لم يكن مظفر شاعرًا عراقيًّا، بل هو صوت صارخ في البرية.
واختتم الشاعر المبدع بقوله: اتقطعت علاقتي بهذه الصديقة منذ فترة، واختفت من كل وسائل التواصل، ولكنني أعرف أنه أكثر الناس حزنًا لموت مظفر.. لعل موت مظفر يعيدها، كما سيعيد موته حضوره.. "أنت، ولا أنت، وأجهل وأكتشف/ ما غربة روحي ترف".