نعى الشاعرالمبدع سامح محجوب، الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب الذي وافته المنية اليوم الجمعة. وقال "محجوب": “إلى الأبدية رحل آخر المنشدين العظماء الذين آمنوا بالقصيدة طوطمًا وسلطة، رحل مظفر النواب ابن المنافي والسجون رحل آخر عمالقة الجيل الذي عاش في سجن نقرة السمان والحلة والمنفى أكثر مما عاشوا في بيوتهم وبين أهلهم، الجيل الذي كان منذورًا للغربة والاغتراب، الجيل الذي عاش العراق وتنفسه وآمن به وطنًا وحجرًا وإنسانًا فكان مرآةً لنكباته وتقلباته السياسية والاجتماعية والاقتصادية”.
وأضاف صاحب ديوان "الحفر بيد واحدة"، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": رحل آخر أمراء الصعاليك رحل سليل الشنفرة وعروة بن الورد والسليك بن السلكة والحطيئة صوتًا شعريًّا وتجربةً ومسلكًا، تمرد وخرج على الجميع رافضًا أن تكون قصيدته بوقًا لحاكم أو سوطًا لجلاد فكان أن خبّأ الفقراء -الذين آمن بهم- صوته وقصيدته في صدورهم وحناجرهم ليجهروا بها كلما قهرتهم الحياة وظلمهم أباطرتها، لم يقف كثيرًا أمام كلماته ليهذبها ويغمسها في إناء المجاز بل تركها مسنونة كحراب طائشة في معركة كبيرة لتنال من كل من باعوا وخانوا أهلهم وأوطانهم.
واختتم سامح محجوب بقوله: رحل مظفر النّواب أحد الصارخين في البرية رحل الشاعر الصاخب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.