قال الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة: مظفر النواب صاحب تجربة مسكونة بالتحولات والمنعطفات العاصفة، قبل ميلاده وبعده، وموصولة وبروح الشاهد على هذه التحولات والمنعطفات، وإن ظل صوته خلالها واحدا، مدافعا عما ظل يؤمن به، مناوئا لكل ما شهده ورآه، وطبعا لكل ما عاناه، في حياة سياسية واجتماعية محتشدة بالمثالب والانهيارات. وقد اختار أن يكون شعره شاهدا صريحا إلى أقصى ما تكون الصراحة، حادا إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه الحدّة.. وفي هذا كله كان يذهب دائما إلى الأطراف.
وأضاف الناقد الكبير في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، على كثرة ما كتب مظفر النواب من ألوان الشعر، بالعربية الفصحى وبالعامية العراقية، في مجالات شتى، وعلى ما يمكن ملاحظته من تاريخ للموازاة بين الارتحالات التي تقاذفته بين السجون والعواصم، والارتحالات المتنوعة في قصائده.. فإن ذيوع صوته ارتبط أكثر ما ارتبط، على نحو ثابت تقريبا، بقصائده السياسية التي تشبه الوخزات والصفعات المصاغة بروح الإبداع. وفي هذه الوجهة استطاع أن ينتزع لنفسه، ولشعره، مساحات كبيرة وجديدة للحرية لم تكن أبدا متاحة في الحياة ولا في الشعر. والثورة التي ظلت تلازمه كحلم لم يتحقق في الواقع، ولم يولد خارج الكتابة، كانت ماثلة ومتحققة، بوضوح كبير ومباشر، في عدد كبير من قصائده التي اختارت أن تسلك سبيل الصرخات المدويّة في عالم غارق في السبات.