أفادت صحيفة "تيليجراف" البريطانية بأن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تعقد اجتماعا طارئا على خلفية تفشي عدوى جدري القرود في مختلف أنحاء العالم في الفترة الأخيرة.
وذكرت الصحيفة اليوم الجمعة أن المنظمة تعقد اجتماعا لمجموعة من الخبراء الرائدين لمناقشة تفشي العدوى، مرجحة أن يركز الاجتماع على مناقشة طرق انتشار الفيروس والنسبة المرتفعة للرجال المثليين وذوي الميول الجنسية المزدوجة بين المصابين الجدد وكذلك مسألة التلقيح.
ومن المفترض أن يحضر الاجتماع، وفقا للصحيفة، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك ريان.
وأوضحت الصحيفة أن أحد الخيارات المطروحة على النقاش قد يكمن في إمكانية استخدام لقاح "جينيوس" ضد الجدري وجدري القرود، لتطعيم الأشخاص الذين خالطوا حالات إصابة مؤكدة.
ويأتي ذلك على خلفية رصد إصابات بجدري القرود في عدد من الدول منذ مطلع مايو الجاري، منها بريطانيا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا والسويد وإيطاليا والبرتغال وأستراليا وكندا.
ظهور جدري القرود، وأصابة بعض المثليين جنسيا من الرجال
كما حذرت منظمة "دويتشه إيدز هيلفه"، وهي منظمة جامعة لأكثر من 120 منظمة معنية بالمصابين بالإيدز في ألمانيا، من الاستنتاجات الخاطئة والوصم.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة، هولجر فيشت، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "بالطبع هناك أوجه تشابه سطحية بين جدري القرود وفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.أي.في) عندما ظهر في بدايته - فهو مرض آخر من أفريقيا يصيب الرجال المثليين أيضا، لكن المقارنة غير صالحة في نواحٍ كثيرة أخرى".
وأوضحت فيشت، أنه على عكس فيروس نقص المناعة المكتسب، فإن الفيروس المسبب لجدري القرود معروف منذ فترة أطول في ثمانينيات القرن الماضي، كما يُشفي المصاب من المرض من تلقاء نفسه، وقالت: "من المهم جدا بالنسبة لنا ألا ينشأ هنا ذعر ومخاوف غير معقولة"، مشيرة في المقابل إلى أنه لا تزال هناك أوجه عدم يقين فيما يتعلق بتقييم شدة المرض: على سبيل المثال، مدى القدرة على تحمل الإصابة بين المرضى الذين يعانون من نقص المناعة - من بينهم الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب، الذين لم يتم علاجهم لسنوات عديدة.
وذكرت فيشت، أنه وفقا للخبرات مع فيروس نقص المناعة المكتسب، هناك مخاوف من وصم الرجال المثليين والأفراد المنحدرين من أفريقيا، مشيرة أيضا إلى الإقصاءات والاتهامات التي وجهت إلى الأفراد المنحدرين من آسيا مع بداية جائحة كورونا.
وأكدت فيشت، ضرورة التعامل مع الموضوع بالتعقل والتوعية بدلا من الخوف مثلما يتم التعامل مع أمراض أخرى تُنقل جنسيا، مضيفة أنه يُجرى مخاطبة وتوعية المجموعة المستهدفة بالتنسيق مع معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض.
وفي الأيام القليلة الماضية، تم اكتشاف بعض حالات المرض المعدي في عدد من الدول الغربية، وهو في الواقع مرض نادر للغاية.
ووصف أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى "شاريتيه" الألماني، لايف زاندر، جدري القرود على "تويتر" بأنه مُمرض على نحو أقل من الجدري، لكنه "لا يزال مرضا خطيرا ومميتا في بعض الحالات".
وبحسب بيانات معهد "روبرت كوخ"، تعد الممارسات الجنسية إحدى طرق الانتقال المحتملة للمرض.