“إنا كل شيء خلقناه بقدر” هذه الآية القرآنية تصف عظمة الخالق في وصف الكون وكل شيء خلقه الله ومن ضمن الأشياء التي خلقها الله عز وجل في .عمق طويل داخل الأرض وتحت عمق أكثر من 2900 كيلو متر تحدث ملحمة عظيمة ولولاها ما استمرت الحياة على سطح الأرض لدقيقة واحدة وهي النواة الداخلية لكوكب الأرض والتي تتكون في الأساس من الحديد والنيكل بنسبة 85٪ وعلى الرغم من درجات الحرارة العالية جدا فإن هذه النواة تبقي صلبة بسبب الضغط العالي الواقع عليها
وهنا تأتي المعجزة فالطبقة التي تلي النواة تتكون من نفس التركيب أيضاً ولكن بدرجة سائلة تسمح لها بالدوران حول لب الأرض الصلب مما يخلق مجال مغناطيسي قوي والذي بدوره يؤدي إلي إنشاء ما يسمي بالغلاف الجوي لكوكب الأرض والذي يمتد لمسافة تقارب 480 كيلو متر، هذا الغلاف الجوي يحمينا من الإشعاعات الشمسية الضارة والشهب والنيازك فكل شيء يحدث بقدر معلوم، ونتيجة لتحرك الحمم في باطن الأرض يتولد المجال المغناطيسي الذي ينشيء الغلاف الجوي للأرض والذي بدوره يحافظ على استمرار الحياة على هذا الكوكب.
ولكن ماذا يحدث لو زاد نشاط الحمم البركانية في باطن الأرض، ببساطة تخرج هذه الحمم إلي خارج القشرة الأرضية ومن رحمة الله أن أغلب جيوب البراكين تتواجد تحت البحار والمحيطات والتي تعمل بدورها على تبريد هذه الحمم وكذلك فهذه الحمم مهمة للحياة البحرية فهي بمثابة السماد للتربة تحت سطح البحر، والغريب أن البحار والمحيطات رغم كثرتها لا تطفيء الحمم ولا الحمم على الرغم من شدة حرارتها تبخر البحار والمحيطات فلو كانت كل الجيوب البركانية متواجدة على اليابسة لاستحالة معها الحياة.
ولكن كيف احتفظ باطن الأرض بحرارته على مدار ملايين السنين، وهنا تأتي المعجزة فلقد خلق الله عز وجل طبقة صخرية بين قلب الأرض الساخن والقشرة الباردة تمنع الحرارة من التسرب مثل المعطف الذي ترتديه في الشتاء، وتتحرك الحمم تحت القشرة الأرضية فتحفظ التوازن تماماً وما يزيد يخرج في شكل براكين أغلبها تحت قاع البحر، وهنا يأتي دور الجبال حيث تؤدي الجبال دوراً عظيماً جدآ فهي بمثابة الوتد الذي يحمي القشرة الأرضية من الانزلاق، وليس هذا فحسب بل إن ما تراه من الجبل هو في الحقيقة جزء بسيط جداً من الجبل الحقيقي والذي يتواجد معظمه تحت سطح الأرض.
فالأرض تتحرك حول محورها في تناغم تام بسرعة عالية جداً تبلغ 1600 كيلو متر في الساعة وعلى الرغم من ذلك لا تشعر بإنها تتحرك انت لا تشعر بتحرك الأرض لأنها تسير بسرعة ثابتة طوال الوقت، تخيل نفسك تركب في سيارة تسير بسرعة عالية على طريق ممتد فلن تشعر بالحركة إلا إذا تغيرت سرعة السيارة بشكل مفاجئ، ورغم ذلك فعلى الرغم من حجم كوكب الأرض الضخم فأنت لا تشعر بأي حركة ولو بسيطة.