الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

آثرى: المصريون القدماء طبقوا البحث الجنائي والاستقرار ساهم فى إبداع الفنانين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الباحث الآثري أحمد عامر أن الشرطة في مصر القديمة كانت علي قدر كبير من التنظيم والتقسيم نظرا لأهميتها فى المجتمع حيث كان يتم استخدام رجال الشرطه لحفظ الأمن وتنفيذ القانون ، مشيرا الى أن إستقرار الأمن في الكثير من العصور الفرعونية ساعد علي إبداع الفنانين وإظهار مهاراتهم ويشهد علي ذلك ما تركوه لنا من آثار خالده .
واشار عامر الى أنه كان من أهم واجبات رجال الشرطة العمل علي منع وقوع الجريمة " بكافة الوسائل الميسورة ، وكان من أهم أدوار الحكومة توفير الأمن للشعب لكي يعيش في طمأنينة تامة ، فإتخذ في هذا السبيل ما يلزم لحسن إختيار النواه الأولي لإداء هذه المهمة ، وكشف أن المصريبن القدماء أول من أنشأ ما يعرف بإسم " البحث الجنائي " حيث كان يتم تقسيم المجرمين طبقا لتخصص كل فئة منهم في نوع معين من الجرائم ، ووسائل إرتكابها لها وإثبات أسمائهم في سجلات مخصصه للرجوع إليها عند اللزوم ، وومما يثير الدهشة والإعجاب أن عنايتهم بحفظ السجلات قد بلغ شأناً بعيد في الدقة والنظام فنجد أن الجداول التي ظهرت في بردية " إبوت " تحتوي علي قائمتين الأولي تشتمل علي أسماء لصوص صناديق النفائس والثانية تشتمل علي أسماء لصوص الجبانات.
وأوضح أنه من العوامل الهامة لكشف الجرائم فى مصر القديمة استعانة رجال الشرطة بالمرشدين وقصاصي الآثر والكلاب التي كان لها دور في الحراسة وإقتفاء آثر المجرمين ، مؤكدا أنه كان يوجد " سرقات المقابر " ومنها سرقة مقبرة الملكة " حتب حرس " والدة الملك " خوفو" ، وإستمرت السرقة في عصر الثورة الإجتماعية الأولي حيث نهب الثوار قبور الملوك والأمراء وكبار رجال الدولة .
وإستعرض عامر تقسيم الشرطة فى مصر القديمة ، مشيرا الى ان رئيس الشرطة كان ينتخب من الشخصيات المعروفة واسعة الأفق والخلق الحسن ، ومن الضباط الحاملين لـ " رتبة العلم " في حرس الملك ، وكانت وظيفته في مرتبة فارس.
وأكد أنه نظرا لأهمية هذه الوظيفة كانوا يسندونها إلي شخصيات كبيرة محل ثقة الفرعون ، وعلي سبيل المثال الملك سيتي الأول قبل توليه العرش كان يحمل لقب " رئيس المازوي " أي " رئيس الصحراء " ، لافتا الى أنه في العصر الثيني والدولة القديمة كانت الشرطة جزءا من النظام الإداري ، ولقد شغل بعض الكهنة وظيفة رئيس الشرطة في عهد الملك سيتي الأول وايضاً في عهد الملك رمسيس الثاني .
وقال الباحث إن وظائف الشرطة كانت مقسمه إلي شرطة المعابد والمقابر وكان يعين للمعابد والمقابر حراساً ، و كان من إختصاص حراس المعابد حفظ النظام داخل المعابد وصيانة مبانيها وممتلكاتها في خارجها ، أما بالنسبة للمقابر فكان يعين حراساً لها نظراً لما فيها من نفائس ووذخائر.
وأضاف أن المصريين القدماء حرصوا على أن يكون هناك شرطة العمال ، وشرطة حراسة القوافل النهرية لوجود نهر النيل الذى يستخدم كوسيلة للمواصلات فكان لابد من تواجد مثل هذا النوع من الشرطة لحماية السفن والقوافل التجارية التي تمر من خلاله ، وأشار الى دور الشرطة المحلية التى كانت تقوم بحفظ الأمن في المدن الكبري مثل طيبة وقفط وتل العمارنة وكذلك في الصحراء وكانت تؤدي دوريات منظمة للمرور علي الطريق لتفتشيها وتعقب المجرمين خاصة ً المحكوم عليهم والهاربين في الصحراء ، لافتا الى أنه كان يوجد ما عرف بإسم الشرطة في الصحراء والحدود وكان يراعي في إختيار رجالها أن يكونوا علي علم ودراية وذو خبرة بطرق الصحراء ومسالكها .
وتابع أنه كان يوجد نوع خاص من الشرطة وهي الحرس الملكي والشرطة الخاصة وكان هذا النوع من الشرطة خاص بالملك لضمان سلامته وولاء الشعب له ، كمان كان يوجد شرطة الخدمات العامة و كانت تمتد خدماتهم إلي أنواع آخري من الخدمات مثل معاونة رؤساء المراكز والمستشارين ومأموري الضرائب المفروضة بالإضافة إلي جمع المجندين وفرزهم .
وأوضح أن تسليح الشرطة وتموينهم كان يشمل مختلف الأسلحة منها الدروع والحراب والنشاب والسهام ، وكانت ثكنات ضباط ورجال الشرطة علي مختلف رتبهم في مقر عملهم ، مشيرا الى أن علامات الشرطة المميزة كانت في طيبة الغربية " غزالة " وفي تل العمارنة " ريشة درع مستطيل مرسوم عليه " فرعون يضرب عدو " .