الأعمار بيد الله وحده، ولكن زادت مؤخرا حالات "الموت المفاجئ"، خاصة بين الشباب، بدون أي مقدمات، ليحصد أرواح أشخاص في كامل صحتهم، دون أي معاناة من مرض أو شكوى من آلام، ولذلك ينصح الأطباء بضرورة إجراء الفحوصات الطبية الدورية.
31.3 % معدل الوفيات في الأشهر الستة الأولى من 2021
أظهرت أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع معدلات الوفيات بنسبة 31.3٪ خلال الأشهر الستة الأولى من 2021، مقارنة بالفترة نفسها من 2019، حيث وصل عدد الوفيات 383،651 حالة وفاة في النصف الأول من 2021، في حين كانت الزيادة عدد الوفيات بنسبة 14.9% في 2021 مقارنة بعام 2020.
أسباب الموت المفاجئ
بدوره، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار العلمي للمركز المصرى للحق في الدواء، إن الموت المفاجئ أكثر من 90% لأسباب الدورة الدموية سواء القلبية أو المخية، ولا بد أن يكون هناك عوامل الخطورة، وقد يكون شاب أو رياضي أحيانًا نتيجة وجود أسر تعاني من نسبة دهون الدم عالية وهي أسباب وراثية أو زيادة نسبة حدوث اختلال في دهون الدم سواء الكوليسترول المنخفض الكثافة، LDL، ممكن أن يحدث ترسب في الشرايين وأعراضها الذبحة الصدرية أو القلبية، ويؤدي إلى الجلطة في أي مكان سواء المخ أو غيره.
ويواصل عزب العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الوقاية من المرض ضروري، خاصةً إذا كان هناك تاريخ أسري لدهون الدم، ويفضل عند أي سن ابتداءً من سن الشباب سنويًا بإجراء تحليل الدم، أو في حالة لديه أي شكوى لا يمكن الاستهتار بها، والتأكد من سلامة الشرايين التاجية، ولا بد من الكشف بدون أي سبب حتى إذا كان في حالة الانتظام في ضربات القلب، فلا بد من الفحص الدوري قد يكون هناك في سبب عدم انتظام كهربائية القلب ويتم التدخل الطبي فورًا، أو عدم انتظام القلب، وقد تؤدي نتيجة إهمالها إلى الوفاة المفاجئ.
وأكمل، إن من يعاني من السمنة المفرطة أو غياب المجهود البدني فإن طبيعة الأكل دهون فقط، وكل شخص يتم تصنيفه حسب نشاطه أو مجهوده قد يواجه عوامل خطورة، والفحص الدوري في هذه الحالات ضروري ومنها فحص القلب ورسمه، ويكون هناك مشاكل أخرى مثل النزيف المفاجئ في المخ لأي سبب، والتليف الكبدي قد يكون في سن صغير وممكن يؤدي إلى نزيف ينتج عنه الوفاة، مشددًا على ضرورة إجراء فحص طبي باستمرار، وفي حالة الإصابة بأي مرض لا بد من المتابعة للوقاية من أي اختلال، والبعد عن الضغوط العصبية والنفسية أيضًا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم، ومن ثم قد تحدث الوفاة فجأة.
كما يوضح الدكتور أحمد فتحي، عميد معهد القلب القومي الأسبق، أنه من ضمن أسباب الموت المفاجئ هي العيوب الخلقية في القلب دون أن يعرف الإنسان، والتي قد ينتج عنها خفقان في عضلة القلب والإغماء أو الموت المفاجئ.
وأشار في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، إلى أنه في حالة حدوث إغماء مفاجئ لمدة ثواني دون سبب أو شكوى سابقة فلا بد من الذهاب إلى طبيب قلب على الفور وإجراء فحص طبي شامل على القلب أولًا ثم على المخ، خاصةً أثناء ممارسة الرياضة والجري أو أثناء الجلوس، والتي قد تحدث لأي إنسان في أي فترة عمرية، حيث أن فقدان الوعي المفاجئ بمثابة إنذار ما قبل الموت المفاجئ، نتيجة تعرضه لضربات كهربائية في القلب زائدة ثم يفوق من تلقاء نفسه، ولكنها أزمة إذا لم يفيق الإنسان مرة أخرى، كما أن مراجعة التاريخ المرضي للعائلة ضروري، وتعرض أحد الأقارب للموت المفاجئ من قبل أو الأمراض الوراثية في القلب أو غيره، مما يستدعي ضرورة إجراء الفحص على القلب والشرايين.