اختتم مجمع اللغة العربية، اليوم الخميس، مؤتمره السنوي في دورته الثامنة والثمانين الذي جاء بعنوان "تعريب العلوم.. التجارب والمشكلات والحلول".
وشارك فى المؤتمر عدد كبير من نخبة المثقفين والشعراء وهم المستشار عبد العزيز سالمان نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، والدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، والشاعر فاروق جويدة، والدكتور محمد المنسى قنديل، والدكتور محمد المخزنجى، الروائى إبراهيم عبد المجيد، والدكتورة ريم بسيونى، والروائية هالة البدرى.
وجاءت توصيات المؤتمر كالتالي : يؤكد مؤتمر المجمع أن التعريب ركيزة أساسية من ركائز هوية الأمة، وجزء حيوي من أمنها الثقافي؛ ولذا فإن إصدار القرار السياسي – على مستوى العالم العربي - بات ضرورةً مُلحَّة لاتخاذ الخطوات العملية لتعريب العلوم، والتدريس بها في مجالات العلوم المختلفة.
كما يؤكد المؤتمر أن اللغة العربية، بمرونتها، وثرائها، وإمكاناتها الهائلة في الاشتقاق والنحت مؤهلة لأن تكون وعاءً قادرًا على استيعاب منجزات العلوم الحديثة، بتعدد روافدها واختلاف ثقافاتها؛ لذا يوصي المؤتمر بضرورة نشر البحوث العلمية باللغة العربية، وتشجيع البحوث المبتكرة في مجالات العلوم الأساسية والطبيعية وغيرها.
ويوصي المؤتمر بضرورة الإفادة من تجارب المجامع العربية والمراكز البحثية في حقل التعريب والترجمة، والإفادة من التجارب الرائدة التي سبقت بها بعض الدول العربية، وبخاصة التجربة السورية.
الإفادة من المخزون المصطلحي في التراث العلمي العربي الذي أنتجه علماء كبار، كالكندي، والفارابي، وابن سينا، وابن الهيثم، وابن رشد، والزهراوي، وابن خلدون، وغيرهم، في دفع عجلة التعريب، والتمكين لإيجاد مكافِئاتٍ عربية أصيلة لبعض مصطلحات العلم، بفروعه الحديثة والمتجددة.
أن تُلزم الدولة مبعوثيها إلى الدول الأجنبية بترجمة كتاب – على الأقل – في مجال تخصصهم؛ إثراءً لحركة التعريب، ومواكبةً المستجِدِّ في المجالات العلمية المختلفة، واعتبار الترجمة عملًا لا يقل أهمية عن التأليف أو البحث الميداني عند ترقية أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمراكز البحثية.
أن تعمل المجامع العربية والجامعات والهيئات والمراكز المختلفة على إنشاء بنك قومي للمصطلحات العربية – تحت مظلة اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية - يُجمع فيه ما سبق إنجازه من مصطلحات في مجال العلوم المختلفة، ويكون نافذة لمواكبة التدفق المعرفي الجديد فيها.
دعم الشركات التقنية المختلفة والجمعيات الحاسوبية العربية لرفع وتيرة المحتوى الرقمي للغة العربية على الشابكة، والتعاون فما بينها للمعالجة الرقمية لنصوص اللغة العربية، وإنشاء البرامج والتطبيقات التي تدعم اللغة العربية، وتخصيص الاعتمادات المالية اللازمة لهذا.
العمل على توحيد المصطلح العلمي، بجهود مشتركة للمجامع العربية؛ مع الاجتهاد في إيجاد المقابل العربي الدقيق له.
يوصي المؤتمر المسؤولين في وسائل الإعلام والقائمين على إنتاج الفنون المختلفة أن يُبثَّ المحتوى الإعلامي والفني بلغة عربية سليمة، وأن تكون البرامج والأفلام والمسرحيات الأجنبية مصحوبة بلغة عربية فصيحة منطوقة (مدبلجة)، واتخاذ الخطط الكفيلة بتحقيق ذلك؛ كما يوصي بالحرص على أن تُجرَى فعاليات الندوات العلمية والمؤتمرات والمحافل المختلفة في الجامعات والمعاهد والأكاديميات باللغة العربية، تصحبها ترجمة فورية إلى اللغات الأخرى إذا كان هنالك مشاركون من أصحاب هذه اللغات.
العناية بإتقان لغة أجنبية من لغات الأمم المتقدمة علميًّا؛ بشرط ألا يطغى ذلك على إتقان اللغة العربية.
يوصي المؤتمر بأن تُخصَّص جوائز وحوافز للترجمات المتميزة للمراجع الأساسية في مجالات العلوم التطبيقية والبحتة والطبيعية؛ أسوة بتلك الجوائز المخصصة للأعمال الأدبية والعلوم الإنسانية.