أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن تسجيل منطقة سانت كاترين تراث عالمى باليونسكو جاء وفقًا لأربعة معايير الأول والثالث والرابع والسادس، وقد تجسّد المعيار الرابع فى حديقة الدير ومناظر الجبال الساحرة بمنطقة التجلى الأعظم فى محيط الدير مثل جبل موسى وجبل التجلى وجبل الصفصافة وجبل الدير وجبل سانت كاترين وما تعبّر عنه من القيم الروحية حيث وقف نبى الله موسى على الجبل وأمامه جبل التجلى وهو الجبل الذى تجلى له سبحانه وتعالى فدكه.
ويقع جبل التجلى إلى الشمال الشرقى من جبل موسى، وقد عرف بهذا الاسم نتيجة لحادثة التجلى الشهيرة، حيث تجلى عليه المولى عز وجل حينما سال نبى الله موسى ربه أن يراه، ويقع جبل الصفصافة إلى الشمال الغربى من جبل موسى وعرف بهذا الاسم لوجود شجرة صفصافة كبيرة أعلى قمته بينما يقع جبل الدير فى الجزء الشمالى من الدير.
وأشار الدكتور ريحان لـ"البوابة نيوز" إلى قطع من الصخور موجودة بين الجبال خلف دير سانت كاترين عليها رسومات كلما كسرنا قطعة وجدنا الرسومات نافذة ومنها قطعة تذكارية داخل قاعة استقبال الشخصيات الهامة بالدير والتى استضافت الرئيس الراحل أنور السادات كما تباع قطع منها فى بازارات المنطقة وهى من العلامات البارزة لكل زوار دير سانت كاترين وعرض صورة لأحد هذه القطع أمام جمع من العلماء المتخصصين بكليات العلوم بالجامعات المصرية وطلب تفسيرًا لهذه الرسومات.
وجاء هذا فى محاضرته تحت عنوان "آثار سيناء تجسّد التفاعل بين الإنسان والبيئة وتطويعها لصالحه" ضمن فعاليات المؤتمر العلمى الرابع "التغيرات النباتية والميكروبيولوجية فى ضوء المتغيرات المناخية المتوقعة" الذى انعقد بمجمع الفنون بحرم جامعة حلوان والتى أقامته كلية العلوم جامعة حلوان، مؤخرا برئاسة الدكتور محمد سليمان أستاذ علم النبات بكلية العلوم جامعة حلوان وتحت رعاية الدكتور ممدوح محمود مهدى القائم بأعمال رئيس جامعة حلوان والدكتورة مني فؤاد، نائب رئيس جامعة حلوان لشؤون الدراسات العليا والبحوث والدكتور عماد أبو الدهب عميد كلية العلوم بالجامعة وبحضور نخبة من ذوى الاختصاص من الجامعات المصرية ومراكز البحوث التابعة لأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ووزارتى الزراعة والبيئة,
وبعد نهاية المحاضرة تقدم العالم الجليل الدكتور عادل الجزار أستاذ متفرغ تصنيف النباتات بقسم النبات بكلية العلوم جامعة العريش ليكشف عن سر هذه الرسومات موضحًا أنها ترسيبات كربونية سوداء موجودة على أسطح الصخور من الحجر الرملى بجنوب سيناء تسمى "شجيرات" أو Dendrites باللغة اللاتينية وهى ليست حفريات من أى نوع.
وجدير بالذكر أن المؤتمر شهد حضور أكثر من 220 شخصية من عمداء ووكلاء ورؤساء وحدات بحثية وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية وممثلى وزارة البيئة ووزارة الزراعة ومراكز البحوث وشرفت الجلسة الختامية للمؤتمر والتوصيات بحضور الدكتور عماد محمد أبوالدهب عميد كلية العلوم جامعة حلوان والدكتور محمد صديق وكيل الكلية لشئون البيئة وتنمية المجتمع والدكتورة منى عبدالرحمن وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب والدكتورة إبتسام حماد مستشار رئيس الجامعة لشئون البيئة وتنمية المجتمع والدكتور كمال الشيخ الأستاذ بقسم علم الحيوان والحشر.