ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددًا ودائمًا كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "لغة الفرقان" للشاعر السعودي إبراهيم خليل صالح العلاف، تزامنا مع ذكرى ميلاده، التي تحل اليوم الأربعاء.
أهـواكِ يـا لغتـي، أحـيـاكِ إنسـانــــــا
شـوقًا إلـيكِ أجـوس العـمـرَ، ظـمآنــا
أهـواكِ مـنذ الصـبـا، ألـتذّ مـنسجـــمًا
أُحسّ سحـرَكِ يسـري فِيَّ طـوفـانــــا
فكـم نعـمتُ بـدنـيـا الشعـرِ مـندمـــجًا
بـيـن الـدواويـنِ أطوي الليلَ سهرانــا
وكـم سعـدتُ بآراءٍ، وأخــــــــــــــيلةٍ
محـلّقـاتٍ، وكـم مـجّدتُ حرمانــــــــا
وكـم حظيـتُ بـومضـاتٍ مشعــــشعةٍ
وفلسفـاتٍ، وكـم أثريـتُ عـرفـانــــــا
وكـم هفـوتُ لألفــــــــــــاظٍ مُرصّعةٍ
وللأسـالـيب قـد أعجزنَ تِبـيـانـــــــــا
وكـم تـمتّعتُ مـن وزنٍ وقـافـــــــــيةٍ
كلاهـمـا خلّدا للشعـر بُنـيـانــــــــــا
كـم صاهرتْ مـن ثقـافـاتٍ مُترجـمةٍ
وأنجـبتْ مـن حصـيف الفكرِ ألـوانـا
وكـم تَربّصَ مُغتَرٌّ بـغفـوتهــــــــــــا
فعـاثَ يُوسع تـمزيـقًا وإثخـانــــــــــا
ثـم استفـاق عـلى يأسٍ وقهقـــــــــرةٍ
مُخـيَّبًا، سـامه القـرآنُ خِذلانـــــــــــا
أفديكِ يـا لغتــــــــــي، أفديك زاخرةً
دقـيـقةً تُبـطـن الإيحـاءَ فتّانــــــــــــا
تغلغلـتْ فـي دمـي حتى إذا وجــدتْ
مـنـي الصـفـاءَ استفزّتْ فـيَّ فـنّانـــا
نِعْم الـتـراثُ ومـاضيهـا وحاضرُها
ونعـمَ مستقبَلٌ تلقـاه جَذلانـــــــــــــا