ركزت الصحف اللبنانية الصادرة، اليوم الأربعاء، على نتائج الانتخابات النيابية والتي أسفرت عن خسارة تيار 8 آذار (بقيادة الثنائي الشيعي والتيار والوطني الحر وحلفائهم) للأغلبية بمجلس النواب، حيث أجمعت الصحف على أن عدم حصول فريق بعينه على الأغلبية يؤدي إلى تغيير آلية اتخاذ القرار داخل المجلس.
وأكدت صحيفة "النهار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم أن البرلمان الجديد أول ما يميزه أنه أزاح أكثرية 8 آذار عن سيطرتها، واسقط أكثريتها بشكل مثبت بحيث لم يعد نواب الثنائي الشيعي مع حليفه التيار الوطني الحر، وحلفائهما يشكلون الأكثرية بل تراجع عددهم إلى نحو 59 نائبا.
وأضافت الصحيفة أن الميزة الثانية للمجلس الجديد تتمثل في أنه بتوزع تكتلاته المستعادة والجديدة، مقبل على كسر الثنائية الحصرية بين أكثرية وأقلية تقليديتين كانتا تكرستا بصراع معسكري 14 آذار (تيار المستقبل وحزب القوات وحلفائهما) و8 آذار، موضحة أن الثابت أيضا أن الأكثرية الجديدة من المعارضين لتيار 8 آذار يبلغ عدد نوابها مبدئيا 69 نائبا.
وأشارت إلى أن توزيع التكتلات لا يتيح بعد رسم إطار جبهة واحدة للأكثرية الجديدة لكونها موزعة على ثلاث تكتلات أساسية، وهي التكتل الذي يضم الكتل السيادية وفي مقدمتها حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب، وعدد من النواب في مختلف المناطق، بينما التكتل الثاني هو المنبثق من انتفاضة 17 تشرين 2019 وحركة المجتمع المدني والذي يزيد عدده على 14 نائبا جديدا، أما التكتل الثالث فيضم المستقلين الموزعين بين قدامى وجدد.
واعتبرت الصحيفة أن المجلس المنتخب الجديد يبدو أمام تجربة مختلفة يصعب الجزم مسبقا بأي آلية، ستتسم عبرها عمليات توزع القوى وسبل تشكيل إطار جامع لمجمل هذه التكتلات في مواجهة تحالف الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية عن مصادر مطلعة أن تركيبة المجلس النيابي الجديد المتنوعة تتيح، إذا تحلّت الكتل النيابية بالواقعية وتخلّت عن الخطاب المتشنج، نقل لبنان إلى مرحلة الانفراج، بالتعاون مع حكومة يشارك فيها الجميع، وذلك لأنه ليس مجلس اللون الواحد وليس فيه أكثريه لأي فريق بعينه، موضحة أن هذه الأكثرية ستكون متنقلة وتتكون في ضوء طبيعة القضايا الوطنية التي سيتصدّى لها هذا المجلس.
وأضافت هذه المصادر، أنّ جميع القوى التي خاضت الانتخابات ملزمة بالتعاون على تحمّل المسؤولية، لوضع البلاد على سكة التعافي السياسي والاقتصادي، لأنّ استمرارها في ما هي عليه سيؤدي إلى الانهيار الشامل، خصوصًا إذا تعذّر تأليف حكومة جديدة مع جر البلاد إلى الفراغ الحكومي إلى موعد الاستحقاق الرئاسي في أكتوبر المقبل وتعطّل إنجازه هو الآخر.
من جانبها، كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول إن أحزاب السلطة استفاقت من الكابوس الانتخابي، لتواجه مرارة خسارة الأكثرية النيابية بعد النكسة التي أصابت "رفاق السلاح" (تيار 8 آذار) في مختلف الدوائر، تحت وطأة ما أفرزته الصناديق من أصوات سيادية تغييرية مناهضة لسطوة الدويلة وفسادها – على حد ما ورد بالصحيفة.
وأكدت الصحيفة أن الرسائل الأممية والعربية والأوروبية ركزت أمس على التشديد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة "يمكنها إنجاز الاتفاق مع صندوق النقد وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لوضع لبنان على طريق النهوض الاقتصادي".