تفاجأ الجميع صباح يوم امتحان مادة «الجبر والإحصاء» لطلاب الشهادة الإعدادية، بتسريب أسئلة الامتحان على صفحات وجروبات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك قبل بدء لجنة الامتحان بنحو ساعتين، لتعود أزمة التسريبات للامتحانات التي عانت منها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في وقت سابق.
أكد أشرف سلومة، مدير مديرية التعليم، أنه قد حدث خطأ من أحد المراكز الفرعية بإحدى الإدارات التعليمية، مضيفًا أنه تم فتح المظروف قبل الميعاد المحدد وهو ما أدى إلى ظهور صورة للأسئلة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وسيتم فحص عينة عشوائية لبيان مدى الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص نتيجة الخطأ، كما تمت إحالة الموضوع للشؤون القانونية، وسيتم اتخاذ القرارات الحازمة قريبًا فور الانتهاء من فحص الموضوع وإنهاء التحقيق.
يذكر أن مديرية التربية والتعليم بالجيزة، أعلنت أن إجمالي الطلاب على مستوى المحافظة بلغ (186791) طالبا وطالبة، مقسم على 689 لجنة وعدد 6 حالات خاصة، وتشكلت غرفة عمليات مركزية بالمديرية وغرف فرعية بالإدارات التعليمية لتلقي أي شكاوى والعمل على حلها فورًا.
وفقًا لجدول الامتحانات، أدى الطلاب السبت 14 مايو امتحان مادة اللغة العربية والخط، والأحد 15 مايو امتحان مادتي اللغة الأجنبية والتربية الدينية، والإثنين 16 مايو امتحان مادتي العلوم والكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، والثلاثاء 17 مايو امتحان مادتي الجبر والإحصاء والتربية الفنية، والأربعاء 18 مايو الهندسة، ومن المقرر أن ينتهي ماراثون امتحانات الشهادة الإعدادية، الخميس الموافق 19 مايو بامتحان مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الرياضية لطلاب مدرسة السعيديِة الرياضية.
وأكد وكيل الوزارة على مديري عموم الإدارات التعليمية، بالتواجد ميدانيًا باللجان يوميًا لمتابعة كافة أعمال الامتحانات وتذليل كافة المعوقات والصعوبات، كما وجه على تقليل الطلاب باللجان الفرعية والحفاظ على المسافات الآمنة بين الطلاب أثناء أداء الامتحان، مع اتخاذِ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة في لجان الإمتحانات، من التطهير الدوري وتحقيقِ التباعد بين الطلاب وارتداء الكمامات، مع ضرورة التواجد المستمِر للطبيب أو الزائرة الصحية بكل لجنة للتدخل الفوري في حالة الطوارئ، بالإضافة إلى توفير الكمامات وأدوات التعقيم والمطهرات.
التسريب آفة التعليم
وبدوره، يقول الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، إن ما حدث من تسريب لمادة «الجبر» فهو أمر متعمد، وهي آفة موجودة من عشرات السنين للشهادة الإعدادية والثانوية العامة، ومن الواضح أنه من المقصود تسريب الامتحانات لإضعاف موقف وزارة التربية والتعليم، ولا بد أن تضع الوزارة حدًا لمنع تسريب الامتحانات، لأنه يساعد الطالب الفاشل يزود فشله ويتساوى بالطالب الناجح، والمنوط بحماية مصلحة الطلاب هي الوزارة، ولا بد من معاقبة من قام بالتسريب عقاب شديد، وخاصةً أنه على وشك الدخول إلى امتحانات الثانوية العامة، مشيرًا إلى أن التسريب يسبب اليأس لبعض الطلاب، لأنه يتساءل لماذا سيذاكر إذا تم التسريب ويتساوى جميع الطلاب في النتيجة النهائية.
وطالب حمزة، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، بوضع وزارة التربية والتعليم حد للتسريب، لأنه يعرض مستواهم التعليمي للخطر، ويذهبون للمراحل الدراسية القادمة وهم ضعاف المستوى، موضحًا أنه تم التسريب أيضًا في القليوبية ومن يضع الامتحان في اللغة العربية والعلوم يتحدى الطلاب، وتتضمن أسئلة يعجز الطلاب عن حلها بسهولة، وتم الحصول على عينة عشوائية للامتحانات، وكان صدور قرار للوزير بتوزيع درجة الأسئلة الصعبة على الامتحان ككل خطوة جيدة، مشددًا على ضرورة مواجهة تسريب الامتحانات وكذلك الامتحانات الإلكترونية قبل اللجان، فلا بد من تكثيف الرقابة على الامتحانات ومسارها حتى الوصول للطلاب دون تسريب، الذي يعد الآفة الكبيرة في التعليم في الوقت الراهن، ولا بد من وقف هذه المهزلة قبل بدء ماراثون الثانوية العامة حفاظًا على مستقبل أولادنا ولإصلاح حال التعليم في مصر.
قضية أمن قومي
كما يضيف الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، أن مشكلة التعليم في الوقت الراهن هو عدم الاعتراف به كقضية أمن قومي، فإن المدارس هي أساس التعليم والتربية، والمنظومة التعليمية هدفها الأساسي هو إعداد الطلاب ليكونوا مواطنين، فلا نريد تلميذ شاطر، ولكن نريد مواطن يستطيع أن يقوم بأدواره الاجتماعية والاقتصادية، مما يترتب عليه أداءات مختلفة عكس ما تحدث اليوم، فإن إعداد المواطن يتفاعل مع المحيط الذي يعيش فيه ويتعامل بشكل إنساني وراقي، ويستطيع إدارة ذاته ومسئوليته هو هدف التعليم السليم.
ويتابع عبد الحميد، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن وزارة التربية والتعليم تركز على تطوير الامتحانات دون المنظومة التعليمية، فهي تسير بنفس الطريقة والأسلوب، فلا بد من تغيير هذه الطريقة بإعداد مواطن قادر على تحمل مسئوليته وإدارة ذاته وقادر على الاختيار، ويكون فرد صالح في المجتمع يستطيع تقديم يد العون في التطوير والبناء، مؤكدًا أن التعليم أكبر من حكاية معلومات، فهو يعطي قيم ومهارات ومعلومات وإلمام باتجاهات موجبة، فإن ما نعاني منه حاليًا هو فهم خاطئ للمنظومة التعليمية في مصر، وهو ما يعتبر تدمير، والتسريبات جزء من هذا التدمير.