شارك البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامّة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والتي تُعقَد بضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشخص قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في مركز لوغوس البابوي في وادي النطرون – مصر.
وشارك أيضاً في هذه الجلسة أصحاب القداسة والغبطة والنيافة والسيادة رؤساء المجلس ورؤساء الكنائس في الشرق أو ممثّلوهم، وأعضاء اللجنة التنفيذية والوفود المشاركة في الجمعية العامّة من مختلف الكنائس.
كما شارك من الكنيسة السريانية الكاثوليكية المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
وألقى البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث كلمة تأمّل فيها بشعار الجمعية، مشيراً إلى أنّ هذا الاجتماع يجري في زمن القيامة "في مصر، أرض الكنانة، هذه الأرض المباركة التي احتضنت الرب يسوع طفلاً، وحمَتْه من بطش هيرودس وأعوانه"، مذكّراً بهذه المؤسّسة "التي تجمعنا لتعزيز رباط الأخوّة فيما بيننا، ولتأدية الشهادة الحيّة لإيماننا بالرب يسوع مخلّصنا، بالحقّ العامل بالمحبّة، في خضمّ ما تقاسيه كنائسنا وشعوبنا ومنطقتنا، بل العالم كلّه، من محنٍ وصعوباتٍ ومآسٍ وأزماتٍ واضطهاداتٍ، تترك تداعياتها الجمّة على أبنائنا وبناتنا الذين يعيشون في ظروف صعبة، وكثيرون منهم يضطرّون إلى الهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم".
ووجّه البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الشكر إلى قداسة البابا تواضروس الثاني على كرم الضيافة، ومصر بشخص رئيسها عبد الفتّاح السيسي "على روح المحبّة والألفة والانفتاح التي تسود في هذا البلد العزيز برعايته، وعلى كلّ ما يبذله مع معاونيه لمكافحة الإرهاب ومتابعة الازدهار والتطوّر، واللجنة التنفيذية والأمانة العامّة، وكذلك اللجنة المنظّمة.
وتناول "موضوع حضورنا المسيحي في الشرق، وهو حضور عريق منذ زمن الرسل، لكنّه يواجه اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، تحدّيين كبيرين. فكيف نستطيع أن نبقى متجذّرين في أرضنا الطيّبة في بلدان المشرق، وأن نرافق شبابنا كي يبقوا ثابتين في الإيمان بالرب يسوع ويعيشوا الرجاء".
ولفت غبطته إلى أنّنا "نجابه تحدّياً كبيراً بالتهجير القسري الذي يطال بشكل خاص شبابنا. كيف يمكننا أن نُقنِعهم أن يبقوا أمناء للإرث الروحي لآبائهم وأجدادهم، أي الإنجيل المقدس. وفي الوقت عينه، كيف لنا أن نشجّعهم ونقف إلى جانبهم كي يجابهوا بعزم وأمانة وشجاعة التحدّيات التي تعترض مسيرتهم في بلاد الغرب التي، وللأسف، تتوجّه بشكل جنوني نحو المادّية وتجاهُل الله والاستخفاف بالدين المسيحي بشكل خاص".
وشدّد غبطته على أنّ الرب يسوع يدعونا "إلى تجديد العهد معه، فنتبعه معاً، بتعزيز شهادتنا الواحدة، بكلّ قوانا وبكامل قناعتنا. وجميعنا نعي الصعوبات والتحدّيات التي نجابهها، لا سيّما في هذه الأيّام، أكان في بلادنا في الشرق أو في بلاد الانتشار. فلا يجب علينا أن نشعر أبداً بالخوف لأنّ الرب معنا، ومثلما رافقَ التلاميذَ، سيرافقنا ويقوّينا ويلهمنا كي نتابع المسيرة، ونتقدّس بعيشنا إيماننا وخدمة إخوتنا".
وذكّر المشاركين بإنّ "أبناء كنائسنا يتطلّعون إلى اجتماعنا هذا، ويصلّون من أجلنا، وينتظرون من لقائنا نفحة رجاء تعزّز حضورهم وترسُّخَهم في أرض الآباء والأجداد في الشرق. من هنا يقع على عاتق مجلسنا دور محوري في هذا الإطار".
وختم غبطته كلمته رافعاً الصلاة "من أجل نجاح أعمال هذه الجمعية العامّة الثانية عشرة لمجلسنا، ومن أجل إحلال السلام والأمان في بلاد شرقنا والعالم، كي ينعم الجميع بالحرّية والمساواة، بروح العدالة والكرامة الإنسانية. فنعيش معاً إخوةً وأخواتٍ تجمعنا المحبّة والألفة والوئام" (تجدون النص الكامل لكلمة غبطة أبينا البطريرك في خبر خاصّ على صفحة البطريركية الرسمية هذا).
كان الأمين العام للمجلس الدكتور ميشال عبس قد ألقى كلمة شكر فيها المشاركين، عارضاً موضوع اجتماع الجمعية وشعارها: "تشجّعوا، أنا هو، لا تخافوا" (متّى 14: 27).
ثمّ كانت كلمات لرؤساء المجلس ولرؤساء الكنائس في الشرق الأوسط، عبّروا فيها عن التحدّيات التي تجابه الحضور المسيحي في الشرق والتطلّعات وآفاق المستقبل. كما ألقيت كلمات تحيّة عبر الفيديو من بعض الشركاء الدوليين للمجلس.
وتستمرّ أعمال الجمعية العامّة لتُختتَم يوم الجمعة القادم