صدر حديثا عن دار الفينيق للنشر والتوزيع كتاب جديد بعنوان "التشفير العلامي في تصميم وطباعة الوثائق الأمنية"، للدكتور محمد عباس الزيدي.
يأتي الكتاب المهم الذي يسلط فيه المؤلف الدكتور محمد عباس مظهر الضوء الكثيف على دور التصميم الكرافيكي في الوثائق الأمنية ولاسيما العراقية منها من خلال الكشف عن التشفيرات العلامية التي يقوم بها المصمم الكرافيکي من اجل الحفاظ على المطبوعات والوثائق الأمنية والحكومية بشكل عام من التزوير والتلاعب فيها، اذ تشمل تلك الدراسة دور التشفير العلامي من حيث العلاقة ما بين الرموز الأمنية وتقنيات الطباعة المشفرة في أهم الوثائق كالهويات التعريفية وجوازات السفر وحتى التطرق الى التشفيرات العلامية وتقنياتها في طباعة الأوراق النقدية.
تضمن الكتاب فصول عدة تتعلق بالمفاهيم والمعلومات والوثائق الأمنية كافة، اذ تطرق المؤلف الى دراسة التشفير (Cryptography) والذي عرف بانه كافة المكونات البصرية المضمرة لأجل الحفاظ على الوثيقة الأمنية من التزوير والعبث والتلاعب، وقد تطرق المؤلف في سرده المهم هذا الى تطور عملية التشفير منذ بداية الطباعة حتى يومنا هذا وكيف تتعامل المطابع الامنية مع تلك المرمزات المشفرة من حيث وضع العديد من المتغيرات الجديدة كالباركود والخطوط المشفرة، والعلامات المائية وتقنيات الليزر کالهوليغرام والكينوغرام وغيرها.
كما تطرق الكتاب إلى دارسة العلامة المشفرة بوصفها رمزا ذي دلالة من الجانب السيميائي، اذ يشير المؤلف إلى تلك العلاقة المهمة ما بين العلامة والدلالة من خلال قدرة تلك العلامة او العلامات على تكثيف المعاني المختلفة ومن ثم تحولها الى قيمة شكلية لا يمكن فك تشفيرها وتزويرها.
وبين الكتاب من خلال دارسته لتحليل وتركيب العلامات البصرية المشفرة والتعرف على الأفكار المقتضبة والمختصرة فيها من رموز قد ترتبط بالمرجعيات المكانية التاريخية والاجتماعية والثقافية وغيرها.