انحسر نفوذ إيران في لبنان بشكل واضح بعد الهزيمة الساحقة التي مني بها حزب الله اللبناني في الانتخابات التشريعية التي جرت خلال اليومين الماضيين، والتي أسفرت عن خسارة كبيرة لنواب حزب الله بعد أن كان يشكل الأكثرية في البرلمان اللبناني المنتهية ولايته.
والإحصاءات غير الرسمية التي خرجت مؤخرًا بعد انتهاء التصويت في الانتخابات النيابية اللبنانية، أظهرت حصول حزب الله وحلفاءه بالكامل على 62 مقعدا فقط ما يعني خسارتهم للأغلبية المطلقة داخل مجلس النواب المكون من 128 عضو بعد أن كان نواب حزب الله وصل عددهم في البرلمان السابق إلى 70 نائبًا، مشكلين الأغلبية المطلقة بالمجلس النيابي اللبناني.
وتشير التقديرات إلي أن خسارة حزب الله للأغلبية المطلقة داخل مجلس النواب يعكس حالة الغضب والاحتقان الشعبي الكبير من السياسات الاقتصادية التي تسببت في أزمات كبيرة للبلاد خلال الفترة الماضية وبالتحديد منذ تظاهرات 2019، وما صاحبها من تردي في الأوضاع الاقتصادية والسياسية وكذلك انفجار مرفأ بيروت وغياب الشفافية في التحقيقات المتعلقة به.
وبالرغم من خسارة حزب الله الأغلبية المطلقة في الانتخابات النيابية، إلا أنه لا يوجد أي حزب سياسي داخل البلاد قد حصل أيضًا على الأغلبية المطلقة، ما ينذر بتشكيل كتل سياسية متنافسة قد تصيب البرلمان بالانقسام، مع بروز نواب عن المعارضة اللبنانية التي ظهرت عقب التظاهرات الاحتجاجية ضد فساد السياسيين في بيروت، والذين فازوا بـ13 مقعد.
ورغم صدور النتائج الأولية تباعًا فيما يخلص الانتخابات النيابية اللبنانية، إلا أن شكل المجلس المقبل لم تتحدد صورته بسبب الاستمرار في فرز أصوات اللبنانيين في الخارج، إلا أن السمة الرئيسية للوضع بالمجلس الجديد تشير إلى خسارة حزب الله الكتلة الأكبر، وانحسار نفوذه السياسي.
ولم يحسم بعد شكل المجلس النيابي المقبل، مع صدور النتائج تباعاً مع فرز أصوات المغتربين ما أظهر تبدلاً في توزع المقاعد بين الكتل، نسبة إلى نتائج الساعات الأولى من عملية فرز الأصوات.
جدير بالذكر أن تلك الانتخابات النيابية التي شهدتها لبنان هي الأولى بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد، في ظل تقديرات اقتصادية سيئة لمؤسسات دولية حول الاقتصاد اللبناني بأنه في مرحلة الخطر، إذ صنف البنك الدولي الانهيار الاقتصادي اللبناني بأنه الأسوأ في العالم، فضلًا عن انفجار مرفأ بيروت الذي حول العاصمة إلى مدينة منكوبة وأودى بحياة أكثر من 200 شخص.
وفي هذا الإطار يقول أكرم ألفي، الباحث السياسي المختص بشؤون الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن النتائج الأولية للانتخابات النيابية اللبنانية تشير إلى ضعف تواجد حزب الله على الأرض وبالتالي مواجهته رفضًا غير مسبوق من طائفة الموارنة الذين لم يصوتوا إلى نواب حزب الله في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وأضاف، أن طائفة الموارنة توحدت ضد حزب الله لتنهي تحالفًا غير مستقيم بين الحزب وأتباع الرئيس اللبناني ميشال عون ضد الطائفة السنية دام سنوات، ما يشي بأن لبنان عادت إلى نقطة صراع جديدة.