يعج سوق الجمعة في منطقة السيدة عائشة بمصر القديمة بمئات البائعين الذين يأتون من كل المحافظات، إلا أن محمد إبراهيم بائع المكرونة له طلة خاصة ويعد مقصدًا لجميع البائعين والمواطنين في السوق، وذلك لما يتسم بالبساطة في التعامل وكلمات خفيفة الظل التي تجلب له "الزبائن".
يقول محمد إنه يعمل في هذه الشغلانة منذ أن كان صغيرا، فهو ورثها عن والده الذي كان يعمل مع جده في هذا السوق، إذ شهد على سنوات السمان والعجاف في رحاب سوق الجمعة: "السوق ده أنا فيه من صغري، لما كان أبويا بيجي بعربية خشب يبيع عليها".
رحلة شاقة يبدأها الشاب الثلاثيني يوميا، بالتحضيرات التي تبدأ من الفجر بتجهيز المكرونة والصلصة ووضع في "التروسيكل" والتوجه إلى حيث يعمل: "يوم الجمعة والأحد بكون هنا في السوق، ولكن باقي الأيام بتجول، ورغم موجة الغلاء التي يشهدها العالم إلا أن محمد لم يفكر في رفع سعر الطبق: "الطبق عندي بـ5 جنيه، مفيش غيره ومش حابب ازود على الناس، وربنا مرضيني وزي الفل".