طالبت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنفاذ قراراته وخاصة في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته.
كما دعت الامانة العامة لجامعة الدول العربية فى بيان لها بمناسبة الذكرى 74 لنكبة الشعب الفلسطيني ؛ مجلس الأمن إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات سريعة وكفيلة بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وتؤكد على المسئولية الدولية والقانونية والأخلاقية على عاتقه في حفظ السلم والأمن الدوليين وصون القرارات الدولية، والعمل على التحرك الفوري بعيدًا عن المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين واتخاذ خطوات جادة وواضحة وحازمة بتدابير عملية محددة نصت عليها القوانين الدولية لإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانها وانتهاكاتها وممارساتها والخضوع لإرادة المجتمع الدولي في تحقيق السلام العادل لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقه في العودة إلى وطنه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية الأمر الذي يمثل البوابة الرئيسة في طريق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وقالت الامانة العامة للجامعة العربية " إنه وبعد مرور أكثر من سبعة عقود على نكبة الشعب الفلسطيني لا يزال هذا الشعب يعيش آثارها وتداعياتها حتى اليوم، ويتعرض بشكل يومي ومتواصل لعدوان مستمر يستهدف وجوده وأرضه وحقوقه ومقدساته بمواصلة هدم المنازل وعمليات التهجير القسري والتشريد المنهجي وحصار وعزل المدن والقرى الفلسطينية وعمليات قتل يومية متعمدة، وإقامة المستوطنات، ومحاولات طمس للهوية العربية الفلسطينية، ولازال الشعب الفلسطيني منذ بداية النكبة وحتى اليوم، وبذات الوقت صامدًا ومحرومًا من حقه المكفول بالقرارات والمواثيق الدولية من العودة إلى وطنه وحقه في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة ويقاوم بعزم وإصرارٍ عنيد، ويقدم مزيدًا من قوافل الشهداء والجرحى والأسرى.
وشددت الامانة العامة " على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصعد من عدوانها الغاشم بارتكاب الانتهاكات الجسيمة والجرائم المنظمة الواسعة ضد الشعب الفلسطيني خاصة في مدينة القدس، وتُمّكن الجماعات اليهودية المتطرفة من التعدي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها، وتدنيس مقدسات الفلسطينيين والمسلمين كما المسيحيين بالعدوان الممنهج سواء على المسجد الإبراهيمي وعلى كنيسة القيامة، والمسجد الأقصى المبارك وتشجيع دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة بإداء صلوات تلمودية في باحاته، ومحاولات تكريس تقسيم الحرم الشريف مكانيًا وزمانيًا، والتعامل مع المصلين بالعنف المفرط الذي خلف عشرات الجرحى والمعتقلين، واستمرار الحملات العنصرية ضد الفلسطينيين في مدينة القدس وداخل مناطق الخط الأخضر وقطاع غزة، في انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقطع للطريق أمام أي جهود دولية رامية لخلق فرصة مواتية للسلام وبما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يشكل خطورة بالغة من شأنها جر المنطقة إلى المزيد من العنف والتصعيد وإشعال فتيل حرب دينية.
كما استنكرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ما خلفته النكبة الأليمة من آثار تدميريه وما لحق بشعب فلسطين من تشريد ومعاناة، وتوجهت بالتحية إلى أبناء هذا الشعب الصامد على أرضه في الوطن والشتات، وثمنت عاليا نضاله وتضحياته الجسيمة من أجل استعادة حقوقه المشروعة، ومجابهته لاحتلال غاشم مستمر في تصعيد عدوانه بهدف تصفية قضيته والقضاء على تطلعاته في نيل حقوقه وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، تلك الحقوق الثابتة والراسخة والتي لا مساومة عليها أو مهادنة في استعادتها بالنضال المستمر مهما كانت التضحيات بعزم وإيمان الشعب الفلسطيني ودعم وإسناد أمته وكافة المؤمنين بالسلام والحرية.
وأعادت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التأكيد بأن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وهي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، فإنها تحذر من سياسيات وممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته وتدين العدوان والمخططات والسياسات والممارسات الإسرائيلية التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك الذي يواجه الاقتحامات والتصعيد الخطير من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وعصابات المستوطنين.
كما تدين عمليات القتل اليومي وبدم بارد لأبناء الشعب الفلسطيني التي ترسخت نهجًا رسميًا منظما كان آخر ضحاياه ما ارتكبته قوات الاحتلال بإعدام الصحافية المتميزة شيرين أبو عاقلة التي انضمت إلى قافلة الشهداء الفلسطينيين الطويلة بمن فيهم أكثر من 100 الف شهيد منذ بداية النكبة وما يقارب من 50 شهيدا منذ بداية هذا العام.
و يوافق يوم الخامس عشر من مايو الذكرى الرابعة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، تلك المأساة الإنسانية التي حدثت في العام 1948 ولازالت حلقاتها مستمرة حتى اليوم مرتبطة بتشريد الشعب الفلسطيني من دياره وتهجيره خارج وطنه وهدم معالم مجتمعه السياسية والاقتصادية والحضارية، وذلك عندما قامت العصابات الصهيونية بمهاجمة القرى والمدن الفلسطينية بهدف إبادتها ومحوها من على الخارطة وتحويل ملايين من أبناء الشعب الفلسطيني إلى لاجئين ومهَجَّرين بداخل وطنهم وخارجه في صورة من أشد صور القهر والإجحاف التي لم يواجهها شعب على وجه الأرض منذ عقود طويلة.