الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لأجلك يا بهية الشهداء أصلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أغتيلت الإعلامية المناضلة شيرين أبو عاقلة بدم بارد، على مرأى ومسمع العالم الذى يتاجر بحقوق الإنسان وفقا للمصالح، ولم تشفع لها سترة الصحافة التى ترتديها، أمام رصاص المحتل الصهيونى الذى أصابها فى الرأس.. وأصاب كرامتنا التى تغتال مع كل شهيد!.. ولكنه ربما يوقظ العقول والضمائر التى تتناسى القهر والهوان، وتغض الطرف عن الجرائم الصهيونية!.. ولم يكتف المحتل الغادر باغتيالها، بل هاجم مشيعى الجنازة وضرب من يحملون النعش بالهراوات، كى يمنع استمرار موكب الجنازة مشيًا على الأقدام، ويجبرونهم على نقل الجثمان بالسيارة، ويمنعون رفع العلم الفلسطينى!.. وكنت أتمنى ألا يشير الإعلام العربى إلى مكان الدفن بالإسم المتداول فى إسرائيل وهو   “جبل صهيون"، بل بإسم “جبل نبى الله داوود”!.. ونتمسك بالمسميات التى تبتعد عما يرغبه الصهاينة أو ترتبط بهم.. أما الغريب هو ما شاهدناه من نقل وتداول لآراء شاذة تحرم الترحم على الشهيدة، بإعتبارها مسيحية العقيدة!.. حتى يتحول الإنتباه من الجرائم والإنتهاكات الصهيونية، إلى الإهتمام بديانتها، وإجازة الترحم عليها من عدمه!.. وكأن هؤلاء صاروا أوصياء على الله تعالى، يحددون من يستحق الرحمة ومن يخرجونه من رحمة الله تعالى التى وسعت كل شيء!..وكما نشرت أمى الشاعرة/علا مكاوى على صفحتها على الفيسبوك: ” أى إنسان يحرم الترحم على انسان آخر.. أيا كان عقيدته لا يعرف دين الله حق المعرفة!.. فتحية المسلم لأى إنسان هى: السلام عليكم و(رحمة) الله وبركاته.. من أين أتيتم بتحريم الترحم على متوفى! يا خلق: كفاكم تشويه لدين الله! ”.. ولا لوم على القاسية قلوبهم من أصحاب تلك الأفكار والآراء الشاذة، ولكن كل اللوم على من ينشر

 أفكارهم ويسمح بتادولها، حتى وإن كان بدعوى رفضها وإستنكارها، لإنهم بذلك يوقظون الفتنة، ويعطون وزنا لمن لا قيمة لهم.. ففى تلك الحالات يُفضل “إماتة الباطل بالسكوت عنه" -كما ينسب لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه-.. ولكن من ناحية أخرى نتمنى من مؤسسة الأزهر الشريف، وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ دكتور/أحمد الطيب مطالبة شيوخنا الأفاضل بتبنى نشر روح التسامح لديننا الحنيف، حتى نتغلب على الكراهية والتشفى والإنتقام التى نراها فى البعض فى مواقف عديدة..ونعى أن ترك الخلق للخالق، دون محاولة فرض وصاية البشر هى فضيلة، تقينا شر أنفسنا بالحكم على غيرنا دون أن نعلم ما بالسرائر والضمائر..نحتاج ما أسماه الكاتب الكبير/عبد الرحيم كمال(تجديد الخطاب الروحى)، حتى نصلح الأرواح مما أصابها، وندرك سعة أبواب رحمة الله تعالى، والتى يحاول البعض بكل تكبر وتجبر إغلاقها فى وجه خلقه!..ويتناسون أن ليس لنا فضل فيما نحن عليه، لولا فضل الله تعالى!.. وأن خطيئة إبليس كانت الكبر..حين تكبر على السجود لآدم ورأى أنه أفضل منه..فكلنا عبيد لله نطمع فى رحمته ومغفرته..وكما قال تعالى فى سورة البقرة: ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ ييَحْزَنُون".. فكل السلام والرحمة لروح شيرين أبو عاقلة، والتى أفنت حياتها فى سبيل قضية وطنها، ولم تهرب أو تنأى بنفسها عن المخاطر، حتى سقطت شامخة برصاص العدو،  وهى تؤدى دورها ومهمتها فى كشف الحقائق!.. وأختتم بكلمات أمى التى كتبتها فى رثاء الشهيدة المناضلة شيرين أبو عاقلة:”

يا عالم يجهل معنى العدل

قتلت إبنة أبو عاقلة 

شيرين زهرة فلسطين

دماؤها فى رقابكم عالقة

قتلت وهى واقفة

تسجل لحظات فارقة 

كنخلة ماتت شامخة

صورتها وكلماتها صادقة

.....

نظرت ودماؤها تكسوها

كطائر يترنح مذبوح!!

وبصوت يتهدج قالت 

كلمات بين النوح والبوح

سلبونى الروح كما القدس!!

والقدس حقيقته روح

سلامكم للقاتل باطل

والغادر دوما مفضوح

.....

يخشى العدسة والقلم

سارق ارضى والعرض

حلمه يرانى ذليلة !!

وصمودى يهز الأرض

أكشف نهم المسعور

لعروبتى وجنينى البض

عقيدتى كفاح لا ينضب

وثأرى على الأمة فرض

........

بسلام مسموم تتحدث

وعلى رأسى تحلو رقصاتك !

يا كذوب ياقاتل عزل

اترانى اخشى رصاصاتك !!

قاتلتك برصاص القلمٍ 

وكشفت للعالم بصماتك !!

سأموت وروحى باقية

تطارد