كيف تتحول إلى ملياردير خلال أيام؟.. الإجابة «مستريح أسوان» تلك هي ملخص القصة التي شغلت الرأي العام المصري خلال الأيام القليلة الماضية، ولعل التساؤل الأبرز الذي يخطر على أذهاننا في الوقت الحالي هو: «هل يتعلم المصريون الدرس؟»، وذلك بعدما نجحت جهود وزارة الداخلية في الإطاحة بـ«مستريح أسوان» الذي استولى على نحو ربع مليار جنيه من المواطنين بأسوان، بزعم استخدامهم في تجارة المواشي.
اللافت في الأمر أن «مستريح أسوان» والشهير بـ«مصطفى البنك»، نجح في جمع كل هذه الأموال الطائلة والتي قدرها البعض بنصف مليار جنيه خلال شهر ونصف فقط بحسب شهود عيان من أهل منطقته في أسوان، حيث تتحصل عليها بحجة تشغيلها في تجارة المواشي، مقابل ربح كبير يدفعه للمواطنين، وهي نفس الطريقة التي اتبعها العشرات من النصابين الذين سقطوا في قبضة أجهزة الأمن خلال السنوات الماضية، والسؤال هنا من هو «مستريح أسوان»
«مستريح أسوان» سائق توك توك خرج من السجن ليصبح ملياردير
قبل أيام قليلة كان مصطفى البنك أو «مستريح أسوان» يخطو خطاه الأولى خارج السجن، ليبدأ رحلته في النصب على المواطنين ويتحول إلى مستريح جديد ينهب الملايين من البسطاء بزعم تشغيلها، ولعل الحيلة هذه المرة كانت تجارة المواشي حيث عزم مصطفى على إيهام المواطنين بتحقيق أرباح طائلة خلال فترة وجيزة، وهو ما دفع المئات من أهل منطقته للإقبال على «المستريح الجديد» ومنحه كل ما يملكون من أموال لتشغيلها.
ولكن قبل هذه الفترة بأيام.. كان "مصطفى البنك" الذي يبلغ من العمر 35 عاما، مقيم بقرية البوصيلية – مركز إدفو بأسوان، قد خرج من القضبان بعدما قضى عقوبة في السجن في أعقاب إدانته بإحدى القضايا الجنائية، ليعمل سائق توك توك، إلا أن المهنة الجديدة لم تكن تستهويه ليقرر مطلع مارس الماضي بداية رحلة النصب على المواطنين، عبر إيهامهم بتشغيل أموالهم في تجارة المواشي.
وعود كاذبة لـ «مستريح أسوان»
ووعد «مستريح أسوان» المواطنين من أهل قريته في أسوان بالإضافة إلى 14 نجعًا وقرية محيطه ببلدته بتشغيل الأموال لمن يريد وسيضاعف لهم الأموال بعد 21 يومًا، وبدأ في الاستيلاء على مواشي المواطنين ووعدهم في رد أموالهم مضاعفة بعد فترة قصيرة، وهو ما دعا المئات من أهالي القرى والنجوع المحيطة للوقوع في الفخ وتسليمه الأموال والمواشي لتشغيلها.
ومع توسع أعمال النصب، بدأ «مستريح أسوان» في تشغيل عدد من أقاربه معه ليجمع كل منهم المواشي والأموال من الضحايا، وبحسب شهود عيان من أهل قريته "بلغت أجرة مساعدي المستريح 5 آلاف جنيه في اليوم الواحد".
إلا أن الخلافات بدأت تظهر بعدما خالف «مستريح أسوان» وعوده، وتأخر في سداد الأرباح للمواطنين لتبدأ معركة جديدة مع المواطنين الذين تجمهروا أمام منزله مطالبين بالأرباح أو رد أموالهم، ومن هنا بدأت وزارة الداخلية خطتها للإيقاع بـ «مستريح أسوان».
وبحسب بيان وزارة الداخلية، فإن الأجهزة الأمنية رصدت تردد عدد من المواطنين أمام منزل أحد الأشخاص بقرية البوصيلية – مركز إدفو بأسوان؛ للمطالبة باسترداد أموالهم لقيامه بالنصب والاحتيال عليهم والحصول على مواشيهم وأموالهم بزعم توظيفها مقابل أرباح مرتفعة وامتناعه عن السداد، وتمكنه من الهرب، وبالفحص تبين أن المذكور قام بالحصول على قرابة 200 مليون جنيه منهم تحت زعم توظيفها.
سقوط شهداء الواجب أثناء مطاردة «مستريح أسوان»
وأسفرت التحريات عن تحديد مكان اختبائه بإحدى المناطق الجبلية المتاخمة لمركز إفو بأسوان حيث تم إعداد الأكمنة اللازمة وضبطه وبحوزته 9،5 مليون جنيه، وخلال جهود الضبط انقلبت إحدى سيارات الشرطة المشاركة بالمأمورية، مما أسفر عن استشهاد "ضابطين برتبه لواء بقطاع الأمن العام "المشرفين على مأمورية الضبط"، وكذا إثنين من المجندين".
«مستريح المعمارية».. «مستريح السباعية»
ويبدو أن «المستريح» فكرة لا تموت، فقد كشفت وزارة الداخلية عن أنه خلال حملتها بأسوان تم رصد تردد عدد آخر من المواطنين أمام منزل شخص آخر (مقيم بقرية المعمارية لقيامة بذات النشاط الإجرامى) وقد تم ضبطه وبحوزته 3 مليون جنيه، وتبين حصوله على قرابة (50 مليون جنيه) من المواطنين بزعم توظيفها.
كما قامت إحدى الارتكازات الأمنية بضبط عنصر إجرامى (له معلومات جنائية – مقيم بقرية السباعية بمركز إدفو بأسوان وبحوزته 2،5 مليون جنيه) حال محاولته الهرب وتبين حصوله على ملبغ (10) مليون جنيه من المواطنين بزعم توظيفها.
«المستريح».. نسخ مكررة
وبالنظر إلى أبرز قضايا النصب على المواطنين بدعوى توظيف الأموال، نجد أن الأشهر القليلة الماضية شهدت القبض على 3 من ممتهني النصب على المواطنين كان أبرزهم «مستريح الغربية»، والذي نجحت أجهزة وزارة الداخلية في القبض عليه بعدما تخصص في الاستيلاء على مبلغ 400 مليون جنيه خلال حوالي ٤ سنوات من المواطنين بزعم توظيفها.
كما ضبطت أجهزة الأمن «مستريح البساتين»، وهو مقاول وشريكه في منطقة البساتين، بعد أن جمعا من ضحاياه 40 مليون جنيه، عبر الادعاء بتشغيلها واستثمارها في مجال العقارات نظير أرباح إلا أنهما تخلفا عن الالتزام بذلك، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطهما وبحوزة أحدهما مبلغ مالي قدره خمسة ملايين جنيه.
كما أوقعت أجهزة الأمن «مستريح البيتكوين»، والذي يحاكم أيضا أمام القضاء بعدما استولى على 200 مليون جنيه من ما يقرب من 3 آلاف مواطن، بحجة استثمارها في العملات المشفرة.