كل يوم تكشف الصهيونية عن وجهها القبيح والقذر في إثبات نازيتها في الأراضي المحتلة بارتكاب جرائم إبادة ضد المواطنين العُزل في الأراضي الفلسطينية، والقتل والتصيفة هي شريعتهم، ولا ينجو منها أحد، والجبن الصهيوني هو أهم سمات هذا المُحتل المُغتصب، ومن هنا يأتي خوفه من فضح أعماله وانتهاكاته، ولهذا يرتعب من الصحافة في كشف جرائمه.
في تقرير عن عام 2021 أكدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، أن عدد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عام 2021 بلغ 384 انتهاكا، أوقعت شهيدا وعشرات الإصابات، مؤكدة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي مارست أسوأ وأشد صور الإرهاب بحق الصحفيين في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، في سعي مستمر ومخطط ووفق خطط رسمية من المُحتل لمنع الصحفيين من القيام بدورهم في نقل جرائمهم بحق شعب فلسطين.
ولسيت جريمة قتل الشهيدة الصحفية شيرين أبوعاقلة، هي الأولى أو الأخيرة في سجل الجرائم الصهيونية، فسجل الإرهاب الإسرائيلي حافل بالدم، وأياديهم مطلخة بدماء الشعب الفلسطيني والعربي على مر التاريخ، ليس بين أبناء الشعب الواقع تحت الاحتلال، أو بين الصحفيين، بل بين العرب جميعا، وإرهابهم ليس ببعيد عما يحدث في محيطنا العربي، وعلمائنا وجنودنا المغتالون خير شاهد على نازية هذا المحتل.
الأرقام تشير إلى أن قبل قتل الصحفية شيرين أبوعاقلة، فقد شهد العام الماضي استشهاد الصحفي الفلسطيني، يوسف أبو حسين، الذي استشهد إثر قصف منزله بصاروخين من الطائرات الحربية في بناية بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وعُثر عليه بين الركام في الشارع أمام المبنى حيث قذفته قوة القصف من الطابق الخامس.
ومن بين 384 انتهاكا ضد الصحفيين بلغ عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين أصيبوا بسبب القصف من الطائرات الحربية وإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع والتعرض للضرب واعتداءات أخرى في الأرض الفلسطينية بلغ 196 مصابا، فيما بلغت حالات الاعتقال والاحتجاز في الأرض الفلسطينية 119 حالة، كما ارتكبت قوات الإحتلال 68 حالة تدمير لمقرات إعلامية وإعتداءعلى مؤسسات ومعدات صحفية في الأرض الفلسطينية.
وسائل الإعلام الفسلطينية تؤكد أن قوات الإحتلال لم ولن تكف عن مواصلة وملاحقة واستهداف الصحفيين بإطلاق الرصاص الحي والمعدني والقنابل المسيلة للدموع والاعتداء عليهم بالضرب والاعتقال المباشر أو بتقديمهم للمحاكمات بهدف تكميم الأفواه، للتغطية على جرائمها اليومية بحق المواطنين الفلسطينيين ومنع إيصالها إلى الرأي العام العالمي.
ومقابل القلم والميكرفون والكاميرا التي يستخدمها الصحفيون، تستخدم قوات الإحتلال الصهيوني ضدهم الطائرات الحربية لقتلهم، وتدمير المؤسسات والطواقم الصحفية ومنازلهم وتدمير الأبراج التي بها مقرات إعلامية محلية ودولية في سلوك رسمي وتُقره وترعاه وتؤيده حكومة الإحتلال، في صور همجية نازية، وعمل بربري لايقل عن جرائم النازية.
وعلى مدى سنوات الإحتلال الصهيوني للأراضي الفسلطينية، وفي الجولان وكل الأراضي العربية، فشلت هذه السياسة الصهيونية في اسكات القلم الصحفي، وكل وسائل الإعلام، فأمام كل شهيد من بين صفوف كتائب الصحافة والإعلام يُولد مليون مشروع شهيد، وهو نفس الحال بين الشعب الفلسطيني والعربي المقاوم.
والمبكي المضحك في جريمة مقتل الشهيدة الصحفية "شيرين أبوعاقلة"، وأمام حالة الإدانة العربية والدولية لجريمة أو قل جرائم الصهيونية، هي محاولة الجيش الصهيوني، ابعاد التهمة عن نفسه وعن القتلة، بالقول أن التحقيق الأولي عن نوع الرصاصة التي أدت إلى مقتل الصحفية الشهيدة خلال تغطيتها الأحداث في مخيم جنين، أظهر أن "الرصاصة التي أصابتها في رأسها يبلغ قطرها 5.56 ملم وأطلقت من بندقية إم 16، وهذا النوع من السلاح هو الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي ويمتلكه عدد قليل جدا من المسلحين الفلسطينيين.
ووفقا لما نقتله صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الجيش الإسرئيلي، يرى أنه ونظرا لأن هذه البنادق يستخدمها عدد من جنود من الجيش الإسرائيلي وخلايا فلسطينية في الضفة الغربية، فإن المعلومات غير كافية لتحديد الجانب الذي أطلق الرصاصة.
فهل رأيتم كذب أكثر من هذا، بل عبث، ومحاولات للضحك على عقول العالم، وكأن هذا الجيش القاتل وحكومته، تلقي بالإتهام في مقتل أبوعاقلة على أيدي عناصر فلسطينية، في محاولة لإشعال الفتنة، بين أبناء الشعب الفلسطيني، وتصدير المشاكل، في الوقت الذي تشير فيه المعلومات المدققة، "أن أبو عاقلة كانت على بعد 150 مترًا من القوات العسكرية الإسرائيلية عندما تم إطلاق النار عليها وقتلت".
وفي محاولة لتكذيب الرواية الواردة على لسان قوات الإحتلال والتي تسعي لإشعال الفتن، فقد ظهر تحقيق إسرائيلي يقول "أن مسلحين فلسطينيين كانوا على بعد مسافة لا تقل عن 300 متر عن المنطقة التي قتلت فيها أبو عاقلة، وهو ما يستبعد أن يكون هو الجانب الذي أطلق الرصاصة القاتلة.
وفي نفس الوقت وتحت ضغوط فلسطينية وعربية وعالمية، بدأت إسرائيل بالتراجع عن روايتها بتحميل مسلحين فلسطينيين مسؤولية قتل أبوعاقلة، إلا أنها تقول "لا تعلم من أطلق الرصاصة القاتلة"، في سعي واضح لترك الأمر مفتوح، لتوجيه، أو إلصاق الإتهام ضد طرف آخر، في الغالب طبعا فلسطيني.
تلك هي الصهيونية تعيش على الكذب والوهم والعبثية.. وهذا كله يبني كيان هو في ذاته إلى زوال يوما ما.