"طول ما في طماعين النصابين بخير".. مثل تداولته الناس عبر عشرات السنين، وهو يعبر بشكل بليغ عن ما يلقاه بعض الناس "الضحايا" أولئك الذين يعانون المرارة ويعتصرهم الياس، بعد تبخر أموالهم في الهواء علي يد "مستريح" نصاب جديد، فليس نصاب أسوان الذي تم تداول أخباره حتى أمس، والذي استطاع الاستحواذ على ملايين الجنيهات من أهل قريته والقرى المجاورة ليفر هاربا الي جبل ادفو وسط ملاحقات أمنية للقبض عليه، ببعيد عن نصاب مدينة نصر، والذي ظهر قبل أيام قليلة من نصاب أسوان واستطاع الحصول على مبالغ مالية تتجاوز عشرات الملايين من المواطنين عرب ومصريين على حد سواء قبل القبض عليه من قبل رجال التحقيق، الأمر الذي أضحى يشكل ظاهرة مقيتة وجريمة مستساغة لضعاف النفوس الذين يقتاتون على أحلام البسطاء، بعد التهام شقا عمرهم دون أن يرمش لهم جفن، ورغم تحذيرات رجال القانون وحملات التوعية التي تقوم بها الدولة عبر مؤسساتها المختلفة، لدفع الناس بعيدا عن الوقوع في براثن النصابين، إلا أن ذلك لم تؤت ثمارها بعد، فما زال النصابين يطلون برؤسهم ليقتنصوا ضحاياهم من حين لآخر.
شخصية سيكوباتية
وقد وصف علماء النفس بعض الصفات السلوكية لطبيعة النصاب كي يحذره الناس، حيث يقول الدكتور جمال فرويز أستاذ وخبير الطب النفسي، أن شخصية النصاب هي شخصية مضادة للمجتمع، وهي ما يطلق عليها الشخصية "السيكوباتية"، وهي تتمتع بلامبالاة وسلبية وليس لديه عدم اهتمام بتوابع تصرفاته،و ليس لديه مشاعر أو أحاسيس، فأخطأه متكررة نمطية وتقليدية، فهو يعود إلي جريمته مرة أخرى حتى لو تم حبسه.
أدوات النصاب
وتابع خبير الطب النفسي أن النصاب له عدة أدوات والتي من بينها مجموعة من المعاونين كل مهمتهم هي تطميع الضحايا بالوقوف في براثن النصاب، لافتا إلي أن هؤلاء المعاونين يعتبر من أهم الأدوات التي يستخدمها، علاوة على أنه يقوم بتأجير مكتب في مكان فخم، ويكون لديه سكرتيرة حسناء تقوم بالرد علي العملاء، ويقوم بالادعاء.
الصفات العامة للنصاب
واوضح "فرويز" ان النصاب لدية عدة صفات عامة تشكل شخصيته حتى يستطيع بها السيطرة على ضحاياه، ويمكن إجمال هذه الصفات في 5 صفات رئيسية، وهى:
الذكاء الخارق
القدرة على الإقناع وعرض الرأي
العلاقات الاجتماعية الواسعة
اللعب علي نفسية الضحية، بفهم طبيعتها وما تحتاجه حتي يتسنى له السيطرة عليها
غياب الوازع الديني
فالوازع الديني لدى النصاب هو شكلي والذي يعد أداة من أدواته، وايضا لابد من تطميع الضحايا بإلقاء جزء من الأموال التي يتحصل عليها من الناس حتى يكسب ثقتهم.