عقد التحالف الدولي لهزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي، لأول مرة، اجتماع الوزراء بالعاصمة المغربية مراكش، وبمشاركة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وناقش الاجتماع، عددا من القضايا منها أولوية مواجهة التنظيم الإرهابي في دولتي سوريا والعراق، كما أكد التزامه للضحايا والناجين بمحاسبة المذنبين والجناة وقادة التنظيم، كما ناقش التمدد الإرهابي للتنظيم في دول أفريقيا مشددا على أهمية معالجة الأسباب والقضايا الكامنة وراء انعدام الأمن في أفريقيا، وأيضا إيجاد حلول مستدامة للأسباب الجذرية للإرهاب والتطرف العنيف والتي تشكل تربة خصبة للإرهاب.
قالت الدكتورة نرمين توفيق الباحثة في الشئون الأفريقية، المنسق العام لمركز فاروس للدراسات، إن اجتماع التحالف الدولي التاسع ينعقد لأول مرة في أفريقيا، التي تعاني من الإرهاب وانتشار الحركات الإرهابية مثل داعش، الذي يسعى إلى إثارة الفوضى وقتل الأبرياء.
وأضافت "نرمين" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن المؤتمر ركز على رصد تطور التكتيكات الإرهابية التي حدثت في الفترة الأخيرة من خلال زيادة استخدام الطائرات بدون طيار لأغراض كل من الاستطلاع والهجوم، وكذلك استخدام التكنولوجيات الجديدة للقيام بعمليات التمويل، مثل استعمال العملات المشفرة، مما يعني أن هذه الحركات تسعى إلى الاستفادة من المتغيرات التكنولوجية للبقاء، وهذا يتطلب مزيد من الحيطة من الأجهزة الأمنية لتعقب الإرهابيين واستباق أعمالهم الإجرامية قبل أن تحدث.
وفي إشارة إلى التواجد العسكري الروسي من قبل قوات فاجنر الخاصة، جاء في البيان أن اجتماع الوزراء لاحظ بقلق نشر قوات من قبل شركات عسكرية خاصة مزعومة في الوقت الراهن في منطقة الساحل مما قد يزعزع الاستقرار ويزيد من هشاشة البلدان الأفريقية ويمهد الطريق لتنظيم داعش والمنظمات الإرهابية والمتطرفة العنيفة الأخرى في نهاية المطاف.
وتشير الباحثة في الشئون الأفريقية، إلى دلالة أخرى في عقد المؤتمر هذه المرة في أفريقيا، وهو تنافس القوى الكبرى على التواجد في أفريقيا، ويظهر رغبة أمريكا في استغلال ما يحدث في غرب أفريقيا من تلويح فرنسا بانسحاب قواتها من مالي، لتعزيز تواجدها، خاصة مع المتغير الجديد وهو الانتشار الروسي في مالي وأفريقيا الوسطى.
يشار إلى أن اجتماع وزراء دول التحالف أكد أن هزيمة داعش في سوريا والعراق هي الأولوية الأولى للتحالف، مع التحذير من تكرار هجمات التنظيم مستقبلا، فرغم الانتكاسات التي تعرض لها فإنه ما زال قادرا على شن الهجمات بضراوة مثل ما حدث مع سجن الصناعة بمدينة الحسكة السورية.
