بدأ مؤتمر "الأوضاع العامة للولادات”، اليوم الخميس، ومن المقرر ان تستمر فعالياته حتي السبت المقبل بالفاتيكان.
ووجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في افتتاح المؤتمر حيا فيها الجميع وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه من المشاركة بشكل مباشر في المؤتمر هذا العام إلا أنه أكد أنه سيتابع عمل المشاركين في هذا الحدث.
وتحدث الأب الأقدس عن الولادات التي تتراجع أعدادها واصفا هذا بحالة طوارئ اجتماعية لا تُلمس بشكل فوري مقارنة بمشاكل أخرى يسلَّط عليها الضوء بشكل أكبر، إلا أنها قضية هامة، حيث تولد أعداد أقل دائما من الأطفال ما يعني إفقارا لمستقبل الجميع، وهذا ما يحدث في إيطاليا وأوروبا والغرب.
ثم تحدث البابا فرنسيس حسب ما نشرت الصفحة الرسمية للفاتيكان، منذ قليل، عما وصفها بضواحي وجودية في الغرب قد تكون غير مرئية على الفور، وذلك في إشارة إلى رغبة كثيرين في الإنجاب وعجزهم عن تحقيق هذه الرغبة.
وأشار قداسته إلى أن الكثير من الشباب يجدون صعوبة في تحقيق حلم العائلة، فتضعف الرغبة في ذلك ويتم التعويض عن هذا الحلم ببدائل هزيلة مثل المكسب والسيارة والرحلات والاهتمام الكبير بوقت الفراغ، وهكذا يتعرض جمال العائلة التي يغنيها الأبناء إلى خطر التحول إلى يوتوبيا، إلى حلم يصعب تحقيقه.
وتابع البابا فرنسيس واصفا هذا بفقر جديد يثير مخاوفه، الفقر الإنجابي لمن يتنازل عن رغبة السعادة التي يحملها في قلبه، من يستسلم أمام إضعاف أكبر التطلعات، ومن يرضى بالقليل ويتوقف عن الرجاء في أشياء كبيرة. وتحدث الأب الأقدس عن فقر مأساوي لأنه يصيب البشر في الغنى الأكبر، جلب حياة في العالم للعناية بها، ونقل الحياة التي تلقوها إلى الآخرين بمحبة.
وأستطرد البابا فرنسيس ، إن عدم رؤية مشكلة تراجع الولادات هو تصرف يتسم بقصر النظر، قال قداسة البابا في رسالته، هو استغناء عن النظر إلى ما هو بعيد، عن التطلع إلى الأمام، هو إدارة الوجه بعيدا مع الاعتقاد بأن المشاكل هي معقدة دائما ولا يمكن عمل شيء، أي باختصار استسلام. وأضاف البابا أنه ولهذا السبب يعجبه ما تم اختياره من عنوان لهذا اللقاء، الذي تنظمه مؤسسة الولادات بمبادرة من منتدى العائلات، أي "إنه أمرر ممكن". وقال قداسته إنه عنوان مَن لا يستسلم ومَن لا يتوقف عن الرجاء رغم الأرقام التي تزداد سوءً عاما بعد عام. يعني هذا العنوان عدم القبول بسلبية بأن الأمور لا يمكن أن تتغير.
وأضاف البابا فرنسيس، أن الأمور يمكن أن تتغير في حال الالتزام المشترك، وذلك بدون خوف ومع تجاوز المصالح الخاصة والحواجز الايديولوجية.
ومن هذا المنطلق أعرب البابا فرنسيس عن رجائه في أن يتم على الأصعدة كافة، المؤسساتية والإعلامية، الثقافية، والاقتصادية والاجتماعية، تعزيز وتحسين وتطبيق سياسات ملموسة تهدف إلى إنعاش الولادات والعائلة. وأعرب الأب الأقدس من جهة أخرى عن سعادته أن يرى كيف أن الولادات هي قضية توحد، لا تفرق، حيث هناك شركات ومصارف وجمعيات، نقابات ورياضيون٬ ممثلون، كتاب ورجال سياسة يجتمعون كلهم معا من أجل التأمل حول كيفية العودة مجددا إلى الرجاء في الحياة.
وفي ختام الرسالة التي وجهها إلى مؤتمر الأوضاع العامة للولادات الذي بدأ اليوم في روما ويستمر ليومين ذكَّر البابا فرنسيس بأن البيانات والتوقعات والأرقام هي معروفة للجميع، وشدد بالتالي على أن هناك حاجة إلى أفعال ملموسة.
وأكد قداسته أن هذه هي لحظة تقديم إجابات فعلية للعائلات وللشباب، وتابع أن الرجاء لا يمكنه ولا يجوز أن يموت في انتظار. ثم تضرع البابا طالبا من الله أن يبارك عمل المشاركين في المؤتمر، كما اشار إلي قربه منهم وتشجيعه لهم، مؤكدا أنه يمكن معا تغيير هذا الشتاء الديموغرافي البارد. ثم شكر قداسته المشاركين في المؤتمر وختم مذكرا بعنوانه: إنه أمر ممكن.